ديربي اللاذقية.. وحديث كلّ عام

الوحدة: 19- 10- 2020

 

قبل ساعات من ديربي اللاذقية الكروي، تبدو الأجواء مليئة بالصخب والشغف والحساسيات، فصفحات التواصل الاجتماعي أشعلت المنافسة مبكراً، وتعاقدات الفريقين أوحت أنهما يبحثان عن لقب بطولة الدوري بعدما جمعا خيرة اللاعبين السوريين، وبات كل منهما يشكل منتخباً مصغراً، وها نحن نقترب من مشاهدة أقوى ديربي بين الفريقين منذ عقود.

ماكنا نقوله عن كيفية التعامل مع الديربي في سنوات سابقة، يصلح لكل مرحلة مهما تغيرت الظروف، فما يكتنزه لقاء قطبي اللاذقية (تشرين وحطين) لا يمكن حده أو ضبط تفاصيله وتداعياته، لأنه باختصار، يبقى حديث الشارع حتى قدوم الديربي التالي، وربما يعاد التذكير بكل تفصيل مهما مضى عليه من الزمن، فلكل جمهور ذكريات مع ديربي جميل حمل الفوز لفريقه، وترك علامات مؤثرة.

 

كيف ينجح الديربي؟

إن نجاح الديربي مرهون بتعاون الجميع، وله ركائز أساسية، ما إن غاب أحدها حتى تحولت المسألة إلى (خبيصة)،لأن أي خطأ سيتحول تلقائياً الى شبهة، ولن ينفع أي تبرير لدى الجماهير، فهي جاهزة نفسياً لاعتبار الخطأ استهدافاً، ومحاباة لطرف على حساب آخر.

إننا من منظور خاص نرى أن مفاتيح نجاح اللقاء المرتقب بيد اتحاد الكرة والجهة المنظمة للمباراة، فاتحاد الكرة مطالب بفيض من الحكمة في تعيين المشرفين على اللقاء، وعليه في الدرجة الأولى ألا يُعين طاقماً تحكيمياً غير مرغوب به من أحد الطرفين، وعليه أيضاً أن يتحاشى جلب حكم سبق له أن أدار الديربي بطريقة غير مرضية، لأنه سيكون شماعة للسخط والغضب من النتيجة النهائية، وسيُعتبر الاتحاد متهماً مباشراً من الجمهور المتضرر.

لو أن اتحاد الكرة يأخذ بالاقتراحات، لاقترحنا عليه تعيين طاقم تحكيمي من جوارنا الإقليمي، على أن يتحمل الناديان أعباءه المالية، فنحن بحاجة إلى حكام لا يعرفون مقر الناديين، ولا موقع اللاذقية الجغرافي، ولا حتى أعضاء الاتحاد ولجنة التحكيم الرئيسية، وبحسب ما يتسرب من أرقام خرافية عن تعاقدات الفريقين، كان من الممكن أن يدفعا بسهولة أجور طاقم تحكيمي من لبنان أو الأردن(مثلاً)، وربما كان باستطاعة العميد الغايب طلب طاقم تحكيمي إماراتي بالمجان أثناء زيارته الأخيرة لدولة الإمارات.

نقول هذا الكلام لأننا ندرك حجم حساسية هذا اللقاء، ولأن ثقتنا بالتحكيم المحلي ليست كما يجب لجهة الإدارة الصحيحة لمباريات من العيار الثقيل، ولا نتحدث هنا عن النزاهة لأنها في صدور المعنيين، والحكم على النوايا غير وارد في قاموس العاقلين.

لازمة لا بد منها..

رغم الشرخ الكبير بين الجمهورين، لا بد أن نعول على العاقلين لإخراج المباراة بصورة محترمة تعكس وجه الرياضة السورية، فكما كان ديربي اللاذقية عنواناً باهراً لعودة الحياة إلى ملاعبنا، نتمنى أن نحافظ على هذه الصورة، وأن تبقى المنافسة الشريفة على أرض الملعب وعلى المدرجات ضمن حدودها الرياضية، فمن حقنا كجمهور أن نستمتع بلقاء ناري(فنياً)، وكرنفال جماهيري  ليس فيه شتائم وأهازيج، وليكتفي كل طرف بتصدير المعنويات للاعبيه، ورفع درجة حرارتهم في الملعب، لأن الانفعال الخارج عن النص، ينعكس تلقائياً على اللاعبين، ويشتت تركيزهم عن وظيفتهم الأساسية في تقديم كل ما يملكون داخل المستطيل.

غيث حسن

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار