أقدام وأقلام.. والشعر المتوّج بالدم

الوحدة: 14- 9- 2020

 

 

أقدام وأقلام، هي مجموعة القصائد المشاركة في مهرجان نهج المقاومة دمشق 2018، دوّنها مرتضى حيدري آل كثير، وصدرت عن دار النشر (آرام دل) عام 2020.

مهرجان نهج المقاومة أقيم في دمشق يومي 8 و 9 آذار 2018 تحت إشراف اتحاد الكتّاب العرب، وقال مالك صقور رئيس اتحاد الكتّاب العرب في مقدمة الكتاب: (أسأل مرة أخرى: بماذا يقاس رقيّ الأمم؟

هل يقاس بعدد جحافلها وعدد دباباتها وعدد صواريخها وعدد معدات الحرب والخراب؟ أم يقاس بعدد فنانيها وأدبائها وشعرائها؟)

ويضيف صقور: (إن مهمة الأدب في أيامنا هذه تعزيز إرادة النضال ضد الاستكبار الإمبريالي الأمريكي، ورفض  التطبيع مع العدو الصهيوني، وفضح الانهزاميين، لأن الكلمة الحرة نذرت نفسها للحق والحقيقة، نذرت نفسها لمجد الإنسان، ولمجد الحرية).

وقال الدكتور حسين أكبري رئيس مؤسسة المقاومة للثقافة والفن، في التقديم للكتاب: (إن محاربة الظلم والدعم والدفاع عن المظلوم والمقاومة في وجه الظلم كامنة في فطرة الإنسان وإذا وجدتم غير ذلك فهو مخالف للفطرة الإنسانية السليمة).

وأضاف: (المقاومة تتيح للإنسان العزة والاقتدار، لهذا كل الأمم والبشر انتهجوا قضية النضال والمقاومة ضد الظلم والاستكبار في أوطانهم، وحاربوا الظلم والفقر والاضطهاد لاسترجاع كرامة الشعوب والإنسان، لذلك كان نضالهم مصدر عز وفخر لهم ولأجيالهم).

وقال أيضاً: (… ومن خلال هذه الشرعية للنضال والمقاومة، يجب على كل إنسان أن يبحث عن الحرية والكرامة أن يشدّ حزام المقاومة بكل أنواعها وأساليبها، ويقتل ويطفئ كل صوت ينادي بالظلم والاستكبار في بلاده، لأنهما لا يريدان أن يكون فوق صوتهما صوت، ولا يرغبان أن يكون للحقيقة وجود).

 لن تسبى زينب مرتين

 بدأت المجموعة بقصيدة للشاعرة اللبنانية أمل طنانة، بعنوان:

(لن تسبى زينب مرتين) قالت فيها:

 رضعتُ هواك وأنت لقلبي

 مقام تجدّد عزّاً عريقه

 وكانت دمشق، بها ياسمين

 ينام على قدميك أنيقه

 هناك عرفتك فردوس عشقي

 يبارك سر النذور سموقه

 وأيضاً قصيدة ثانية لنفس الشاعرة بعنوان (هنا الدنيا- هنا الشام) قالت فيها:

 ويسألون عن النصر المبين إذا

 ألقى به الله في كفيك يا شام

 هنا الرجولة قد جاءت موصّلة

 في الشام نور وعند الحرب إضرام

 القدس حنّاء على كف الغمام

 الأديب السوري بديع صقور كان له حضوره الخاص في المهرجان وعلى صفحات هذا الكتاب عبر (4) مشاركات الأولى بعنوان (القدس حناء على كف الغمام) نقتطف منها:

 الدرب حنّاء على كف زيتونة

 وأنت مهابة الروح

  أنت جلجلة النار وتوأم الماء

 وأنت الطريق

 إلى بحر التائبين

 هنا مرّ الغزاة

 هنا بعض من رماد الفاتحين

 وتمدين حرير روحك

 للقادمات من الأمهات

 للقادمين من الشهداء

 للقادمين من قانا والجليل..

 وفي مشاركة أخرى للأديب الزميل بديع صقور بعنوان (ألف مليون حمل سلام) نقرأ:

 أنام كزهرة

 وأصحو..

 هنا الأرض ينبوع طفولتي

 هنا مدارج حبي

 هنا الطيبون يرتلون جراحهم

 ويغتسلون بالشمس، وبالزهور

 هنا.. ومن على شرفات أرواحهم

 يلوّحون بالندى وبالزغاريد:

 سلام للعائدين أناشيد نصر

 ومن مشاركته الثالثة بعنوان (نداءات) نختار:

 لمن تقرع الأجراس يا همنغواي

 ليس للقبور نوافذ

 باب الصباح مغلق

 السماء أغلقت أبوابها

 والموتى ليسوا على موعد للنهوض باكراً

 ومن مشاركته الرابعة بعنوان (نهارات القطا) نقتطف:

 بيروت، من أين الطريق إلى نهارات القطا؟

 في حدقات الليل تنام الوعود

 تضيق المنافذ

 يرد صوتك الصدى

مدّي جناحك

 الشاعر السوري جابر إبراهيم سلمان حضر في مشاركتين، الأولى بعنوان (إلى مقاتل يسعف رفيقه في الميدان)، والثانية بعنوان (مدّي جناحك) ومنها نختار:

 طوفي.. هنا البلد الأمين

 مدّي جناحك

 صافحي من بايعوك لأجل عيني طفلةٍ

 أدمت عيون المتعبين

 مدّي،

ولا تستسلمي لليأس

 هذا بعض بوح المنتمين إلى الجذور

 وبعض بوح الحالمين

 ليتمّ اللحن

 الشاعر الإيراني حسين عباسي شارك بقصيدة (حضن ليتم اللحن) قال فيها:

 لم تهدأ الريح

 وهو النخل ما ارتجفا

 بل راود الطين حضناً أسمر نغفا

 ولم تكن سطوة الكابوس ترعبه

 فالنخل نخل، وإن حزّوا له السعفا

 من لندن إلى دمشق

وشارك الشاعر السوري سليمان السلمان بـ ( 3) قصائد بعناوين: (غداً- مستحيل- من لندن إلى دمشق) ومن الأخيرة نقرأ:

 الشام روض منى بالحب مزدهر

 من ليس في الشام بالآهات يغتسل

دمشق أنت عيوني كلما

لقيت فيها المنى واستعذب الغزل

 طرد الغراب

 وحضر الشاعر اللبناني شيخ إبراهيم البريدي بقصيدتين (طرد الغراب- انتصارات محور المقاومة) ومن الأولى اخترنا:

 يا صانع الأمجاد بحرك واسع

 عاصٍ وإن مسّ الشواطئ كارهوك

 الدين من هدى النبي أصوله

 لا لعبة بيد الشعاب والديوك

 قلب نهر

 وشارك الشاعر الإيراني عبد العزيز حمادي بقصيدة (قلب نهر) قال فيها:

 أنا قلب نهر

 ونبض جداول

 وفي مقلتي انهمار السيول

 وخصب الخمائل

وبين ضلوعي

تأجج نار

 وصوت قنابل

 شام تحوطه الأسود

 الشاعر اليمني عبد الله محمد حمله شارك بقصيدتين: (الوعد الصادق- شام تحوطه الأسود بحنكة) ومن الثانية:

 شام بها العزّ خطّ كتابه

فالذل في قاموسه ممنوع

عطر الكرامة جئت ألثم خده

 شعراً يعنون بدءه التربيع

العابرون لأسمائهم

 هو عنوان قصيدة الشاعر العراقي قاسم الشمري ومنها:

 سلاماً على الغافين فوق دمائهم

 كبير علينا أن نكابدهم ذكرى

 سلاماً على من يغلق البحر واثباً

 ولما يزل (شاجوره) يغلق السحرا

 وشارك الشاعر اللبناني حسن دهيني بقصيدة قال فيها:

 فإما نعيش كراماً وإمّا

 نموت كراماً وإمّا..  وإمّا

 ابتهالات في حضرة الشهيد

 الشاعر السوري  محمد حديفي ابتهل في حضرة الشهداء:

 قف قليلاً

 وكنسم من عبير الأرض

 هذي الأرض شفت

 وارتوت من رائق المجد

 أطفال غزة

 الشاعر الإيراني مرتضى حيدري آل كثير شارك بقصيدتين ( إلى أين- أطفال غزة) ومن الأخيرة:

 أطفال غزة ما ذاقوا طفولتهم

 فليس عيباً إذا بالشيب قد وصفوا

 قيثارة الحزن ذابت في أناملهم

  فالموت يصفي إليهم كلما عزفوا

نسرٌ هو الشعر

 وتحت هذا العنوان شارك الشاعر السوري منير خلف:

 ما عاد من غارة إلا على أمل

 أن المجازات من أسلاب غارته

 يحطّ عينيه عن أقصى مدارهما

 كأنه ساكن في أفق دهشته

 بادئة الكفر

 آخر قصائد المجموعة للشاعرة السورية هيلانة عطا الله بعنوان (بادئة الكفر) ومنها:

 كيف تدور الرقطاء على خاصرة الشام

 فتشبه أغنية الورد

 ودرع بشري بعيون

 خذلتها الريح الصفراء.

يارا غانم محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار