الوحدة: 7- 9- 2020
يد الخريف تندس بين الأغصان.. تغفو الأوراق بين يديه ويعلو وجهها الذبول.. تبدأ الصّفْرة تدبُّ في الشرايين.. وشيئاً فشيئاً يدب في أوصالها الموت..
تتعرى الأرواح.. شيء ما يلوح في الأفق.. عربة النهار تنحدر في الثانية عصراً، انفجرت الأرض، وعلا دوي الانفجارات..
اشتعلت الحرب.. الطائرات والصواريخ صار ملعبها السماء..
زحفت جيوش، ويوم النصر اقترب، والأستاذ ناصر الذي كان يعدنا بالنصر، هو الآن في قلب المعركة.. الأرض تنتظرنا، قالها لنا عندما كنا طلاباً بعد حرب 1967.
اشتاقت الأرض أرواحهم، تشالحت كالطيور فوق الذرا.. التلال والقمم، وأقدامهم تطأ قمة حرمون..
هبطوا كالنسور مع طيور الثلج، ولبست الشام ثوبها الخاكي..
إنها الحرب، والأرض تنتظرهم بشوق
إنها الحرب.. دق النفير، وهبّ أهل الشمس
إنها الحرب.. والشمس لا تريد أن تغيب
وطن الشمس يشتعل بالزغاريد والدم، والفرح..
إنها الحرب.. يبتسم البحر، ويتخضب الفجر
الغروب حرب.. المساء حرب.. الليل حرب، والفجر والنهار حرب.
اشتعلت الحرب و (أن تعود منتصراً أو محمولاً على نعش) هكذا كانت وصية أمه له.
بديع صقور