(الليرة ما بتجي بلا تعب ) وربطة على الشعر وزينة بنات

الوحدة 1-9-2020 

 

صبية تنضح بحب الحياة وتشرق بأريج الصباح على بيادر سوق الضيعة، لتعرض ما جنته في خيوط الأيام وقد نسجت من بنات أفكارها زينة للبنات الصغيرات والكبيرات تنجذبن إليها كما الفراشات للضوء والأزهار .

الحياة لم تكن سهلة ولا تقف لك على أي باب دون تعب ، والشابة رنا مصطفى طالب لم تقف مكتوفة الأيدي وتنتظر نصيبها في الحياة، دقت على باب أحلامها ليفتح لها طريقاً مزينا بالورود والآمال ولم تكن الطريق إليها بلا أشواك حيث الزمان في تغير والعيش في تخبط وانقلاب (وكل يوم بشكل ولون ).     

تقول الشابة رنا أن الحياة وضعتها في طريق العمل والشغل بعد شغفها بعمل والدتها بالكروشيه، والذي يعد كأحد الفنون الذي يحتاج للمهارة والإبداع، ليس بلون واحد أونسق واتجاه يحتاج للذوق واليد الخفيفة والعين التي ترى كل الجمال، تعلمت على يد والدتي الكروشيه بداية الطريق، لأشتغله بالشتاء مع نسج بعض الأشغال اليدوية، لكن في الصيف كنت أعاني من فراغ، إلى أن صادفت رفيقة في دروبي ونصحتني بصنع زينة للفتيات، وعلمتني لف وشغل الأقواس جزاها الله خيراً وبعدها وجدت فيه ما أفتش عنه في نفسي وصرت أزيد في زينته بأفكار جديدة تداهم فكري كل حين ليكون بشكل جديد وغرزات جميلة بصنع يدوي من يد فنان فيها اختلاف لما يحشوه السوق ويعج بمعروضاته بحشوات من نايلون وفضلات ليكون الضرر والضرار، و يغيب عنها الذوق والجمال، وحتى أنها أعلى سعراً مما يكون في حوزتي وليست بنفس الجودة والإتقان .

أتي بالمواد الأولية (معادن وأسلاك، كلف، شرائط وقماش) من سوق العنابة ومحلات أدوات الخياطة لأبدأ رحلتي في صنع (أقواس وربطات وشكلات )للشعر الطويل والقصير تعجب الفتيات من كافة الأعمار، العمل يحتاج لوقت طويل وذهن متفتح على ما حوله من جمال، ولا تأتي الليرة دون تعب، صحيح أن في صنعها وبيعها على طاولة في سوق الضيعة وحتى عند رفيقاتي بتوصيات بعض المال لكنه لا يكفي مصروفي وعيشي وسط عائلتي ووالدتي التي تحوك خيوط الحياة للعيش، وخاصة أننا نعيش بلاء الغلاء، وكل شيء ارتفع سعره وحتى المواد الأولية لصناعتي وخف الطلب على عروض الزينة بسبب حاجة الناس وضيق حيلهم، فكان مني أن أرافق شغلي هذا بعملي كوافيرة لأمشي الحال والحمد لله مستورة وألاقي بعض الانفراج من هذا الباب .

شكلات الشعر التي ترده عن الوجه هي الأكثر مبيعاً وخاصة للصغيرات التي تروقها أشكال الفراشات والورود بألوان زاهية، واليوم زدت على عروضي الكمامات التي أصبحت حاجة يومية وضرورية لهذا الوقت، أحاول التجديد بما يتطلبه السوق وحاجات الناس، ولا يهمني كسب المال فقط بقدر ما يهمني كسب الزبائن وإرضاء أذواقهم ورضاهم .أ

أحاول التجديد دائماً وفي كل مرة أقعد لأشتغل فكرة شغلت  بالي أجدني اشتغل بشكل عفوي وأرسم  فكرة أخرى تأتيني بالنجاح، هو الرسم والفن وزينة الحياة والبنات .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار