الزعفران: نبات ثمين ويباع بالغرام

الوحدة 25-8-2020

 

 أثبتت الزراعات الرديفة والبديلة والجديدة جدواها الاقتصادية وأهميتها وقيمتها الغذائية حيث تم إدراجها ضمن قائمة الأمن الغذائي الوطني، وقد دخلت الزراعات الجديدة إلى القطر عن طريق بعض المغتربين الذين كانوا يحضرونها معهم ويزرعوها في حدائق منازلهم ثم توسعت وأصبحت رديفة للحمضيات والزيتون في سهول وجبال الساحل السوري مثل: (الكيوي- الجوافة- الأفوكادو- شجرة المحلب- توت العليق- الزعفران في الساحل والسويداء) وغيرها من الأشجار المثمرة التي أثبتت الأبحاث الزراعية نجاحها ونجاعتها في البيئة الساحلية السورية.

 الزعفران نبات ذو إنتاجية عالية يوازي الذهب ويعرف بالذهب الأحمر في عالم الطب نظراً لقيمته التسويقية حيث لا يكاد يخلو سوق في العالم منه، ونبات رئيسي في إنتاج العطور وأساسي في الصناعات الطبية حيث يساهم في تركيب عشرات الأصناف التي تستخدم في الصناعة الدوائية ويدخل كمصدر هام في التركيبة الكيميائية لعشرات العقاقير الدوائية التي تستخدم لعلاج أكثر من 34 مرضاً نفسياً وهضمياً وجنسياً إضافة إلى مواد التجميل وصناعة التوابل واحتوائه على مجموعة غنية من الفيتامينات.

 تعتبر سورية هي الموطن الأصلي لنبات الزعفران وتركيزه في المياسم السورية أعلى منها في التجارب العالمية الأخرى، حيث تعطي كل 150 زهرة كمية غرام صافي منه حيث تجنى الثمار كمياسم ويتم قطاف الزهر الأحمر وتجفيفه، وهناك حظر عالمي عليه وممنوع على أي بلد في العالم إعطاء أبصاله لاحتكاره وكي لا تنتشر زراعته في الكثير من الدول نظراً لإسهاماته الطبية النادرة وخاصة أمراض السرطان والأعصاب.

 الزعفران نبات واعد له أهمية اقتصادية كبيرة ويشكل أحد المشاريع الزراعية المستقبلية نظراً لنجاح زراعته وملائمته للظروف الجوية والمناخية والتربة في البيئة الساحلية ومحافظة السويداء بأقل التكاليف من الزراعة إلى الرعاية والعناية والاهتمام والري والسقاية والتسميد والتعشيب اليومي للأرض وصولاً إلى الإزهار وجني المحصول، ويتم إكثاره من البصلات في مراكز البحوث الزراعية، ويتم شراء البذور والأبصال عن طريق وزارة الزراعة نظراً لوجود أبصال أخرى غير سليمة وضارة بالتربة، وعلينا التشجيع على التوسع بزراعته واستنباط أصناف عالية الجودة منه وقطاف أزهاره ومتابعة خصائصها الوراثية وإكثار بذاره التي تثقل كاهل الفلاحين مخبرياً في مراكز البحوث الزراعية.

 علينا التركيز على الزراعات المستدامة والحفاظ على المصادر الوراثية والتنوع البيئي وإدخال الزراعات الجديدة إلى القطر والتشجيع على الزراعات الاقتصادية التي تعطي مردوداً كبيراً وتخفف من تكاليف الإنتاج، وانتخاب الأصناف التي تتلاءم مع بيئة ورطوبة الساحل السوري والتوسع بزراعتها لتصبح على نطاق تجاري وليس منزلي فقط وإكثار أعدادها وتوزيعها على مزارعي الساحل السوري وتأمين البيئة الحاضنة وكافة المتطلبات والمستلزمات لنجاحها والعمل على تطورها نظراً للإنتاج الموسمي الوفير والريعية الاقتصادية والربح الذي تعود به على الفلاحين وتوفير الجهد والتعب والمال.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار