ابنتي المراهقة… مشكلة حياتي

الوحدة 25-8-2020  

 

 كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة؟ سؤال كثيراً ما تطرحه الأمهات على الخبراء وأصحاب المعرفة والحقيقة أن التعامل مع الأبناء المراهقين عموماً والبنات على وجه الخصوص لم يعد بالمهمة السهلة إذ إن الفجوة بين الأجيال باتت شاسعة للغاية وتعامل الأم مع ابنتها المراهقة بحاجة إلى دراية ومعرفة إضافة إلى ميزة الصبر والاحتواء العاطفي، ولعل أولّ صفة تسبب الاضطراب في علاقة المراهقة بوالدتها تتمثل في عدم استقرار المراهقة وتعبيرها عن ذلك اللا استقرار بالسخط والنزق أحياناً، التجزؤ على الصراخ في وجه الأم.

 ويتعين على الأمّ والوالدين عموماً التحلي بطول البال والصبر والتغاضي عن بعض تلك النوبات التي يمكن وصفها قلة أدب في أحيان أخرى.

 وهنالك فرق بين التقبّل والتأييد فنحن نتقبل الخطأ في ظروف معينة لكننا لا نؤيده ومعنى ذلك أن الأم ستغتنم فرصة أخرى تكون فيها ابنتها أكثر هدوءاً لكي تفاتحها بالأمر وتشرح لها الخطأ الذي ارتكبته سابقاً عندما انتابتها حالة النزق أو الصراخ مثلاً.

 ومهما كان ردّ فعل الوالدين على أخطاء ابنتهما المراهقة فإن شعور المراهقة بأنها محبوبة سيجعلها تتحمّل العقاب أو العتاب. أما شعورها بأنها منبوذة وبأن والديها اتفقا ضدها وراحا يحاصرانها بفعلتها ليل نهار ويعيدان تكرار عتابهما الحاد، وأحياناً يضربانها ويعنفانها فإن ذلك يمثل عبئاً نفسياً للمسكينة. إن الفتاة في سن المراهقة تكون هشة من الناحية النفسية وليس هذه الطباع وسرعة البكاء والانطواء إلا دلائل على ذلك.

 ومن الأمور الحساسة في علاقة الأبوين بالابنة المراهقة موضوع الخصوصيات إذ لا بد من احترام خصوصيات المراهقة عبر إقامة مسافة معينة بين المراهقة ووالديها مع الاحتفاظ بقدر عالٍ من الصداقة والمحبة. ففي تلك الفترة يشكل الحب اللصيق والتدخل الأبوي أو الأمومي في أشياء المراهقة حالة من الحصار الذي تستشعره الفتاة وترى أنها ستختنق منه ما تحتاج إليه الفتاة في تلك الفترة هو أن تشعر بالتفرد والتميز وبأن من حقها أن يكون لها عالمها الخاص وبحريتها التامة في أن تتحدث أو لا تتحدث عن ذلك العالم وعلى الأغلب فإنها لن تجد أفضل من أمها لكي تكاشفها بشأن ما يختلج في نفسها من أحاسيس بشرط أن تكون الأوضاع العائلية هادئة وطبيعية.

 لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار