حـــــــــــــــــــــــــــوار

العدد: 9301

الأربعاء 27-2-2019

قالت ارسم:
رسمت فوق الرماد (بنفسج) تنحني له الأشجار.
قالت اكتب:
كتبت فوق الماء شطآناً تلتهم البحار.
قالت اكسر:
كسرت الأفق آفاقاً، وفتحت نوافذ يتدفق إليها شلال الشمس كل صباح.
قالت ارحل:
قلت: الآن سأرحل إليك، فكلُّ الأشياء معي، ومعي أيضاً: ألف ياء الرسائل.. و.. حرّ الثلج و.. بقايا كنوزٍ وابتساماتٍ.
فابتعدت ومعها (مواقد الشتاء وظمأ الماء، وبضع قصصٍ كتبها ملوكٌ بأقلامهم وحبر الفقراء).
أمّا أنا فاتجهت لصبّاغ يصبغ النّوم باليقظة، وحاضر العمر بماضيه، لكنني لم أوفق باللجوء إليه، لانهماكه بطلاء البحر، حتى البحار تطلى؟!
يا لزمنٍ تتهشّم فيه البيوت قبل أبوابها، والصُّخور قبل الزّجاج، والخوار قبل الماء، زمنٌ الحديد فيه يُكوى قبل الملابس، والزيت يُعصر قبل الزيتون.. زمنٌ تتراكم قمامته في القلوب قبل الشوارع والأزقة حيث لا رصيف ولا خطوات، وإنّما غبارٌ يعلوه غبار، بانتظار غيمةٍ تجمعه وتكسوه بالمطر.
لكنّها ابتعدت كثيراً ومعها (رحيل بمواقده وظمئه وقصصه وحبر فقرائه).

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار