كُــــنْ ناجحــاً

العدد: 9301

الأربعاء 27-2-2019

النجاح هو هدف كل إنسان في هذا الوجود، من كل الفئات، ومن أصحاب المهن كافة، ويتم السعي بشتى الوسائل من أجل الحصول عليه، وقد تختلف الصورة التي يرسمها كل واحد منهم عن الآخر، لكن الهدف واحد، وهو النجاح في عمله ومهنته، والنجاح في الحياة عكس الفشل وفي المدارس والجامعات النجاح عكس الرسوب.
هناك ميزات يتحلى بها رجل الأعمال تؤدي إلى نجاحه، تختلف تماماً عن الميزات التي يتحلى بها غيره من أصحاب المهن الأخرى، كالصحافي أو الكاتب أو الأديب.وقد تكون الأخلاق متقدمة على العلم في تحقيق النجاح في الحياة، وهناك أمثلة عديدة أهمها وجود أناس في الأوساط التجارية أميِّون لا يقرأون ولا يكتبون، ولا حتى يفكون الحرف كما يقولون، لكنهم نجحوا في أعمالهم أكثر من غيرهم ممن يحملون شهادات علمية متوسطة أو عالية، والسبب كما قلنا هو الجهد الخاص والسمعة الحسنة والإستقامة من خلال خبرتهم التي اكتسبوها من أهاليهم أو ممن تدربوا على أياديهم، وخاصة التعمق في معرفة نفسية المتعاملين معهم، أي الخبرة التجارية في البيع والشراء. وهذه الخبرة قد تورث للأبناء ليكونوا أفضل منهم في المجال العملي التجاري، وقد يرسلون أولادهم إلى الدول الأوروبية للدراسة كي يتعلمون فنون العمل التجاري.
وحتى في المجال الوظيفي هناك أناس موظفون قضوا أعمارهم الوظيفية على رواتبهم الشهرية رغم ضآلتها، أما الموظف السيء الذي حصل على أموال طائلة، حتى وصل إلى مستوى مادي يفوق الدخل الوظيفي بكثير، وقد يكون صعد وارتفع عند مديره على أكتاف الموظف الملتزم والمستقيم، والمال الحرام قلما يفيد صاحبه وأولاده، ويذهب كما جاء وهذه قناعة دينية راسخة عند البعض.وهناك من يدعون النجاح باستغلالهم لظروف معينة قد تخدمهم أعمالهم التجارية كأغنياء الحروب وتجار الأزمات الذين يبيعون أوطانهم ومواطنيهم بحفنة مال.
إذاً النجاح يتوقف كثيراً على الأخلاق التي يستلزمها العمل مهما كان نوعه، وصفات خاصة وعامة، كالاعتدال في الحياة، وضبط النفس البشرية، والجد في العمل والأمانة والثقة بالنفس، والاعتماد عليها، والإخلاص لعمله ولنفسه مع الصدق في المعاملة. لأن الذكاء اللامع، والعقلية القوية، والقدرة على انتهاز الفرص أخلاق فاضلة لولاها لما كان الأمر خيراً لصاحبها وللناس، فالأخلاق الفاضلة لا تكفي في النجاح وخاصة إذا ترافقت بجفاف في المعاملة، أو خشونة في الطباع، وقد يكون التاجر أميناً مستقيماً، ولكنه خشن اللهجة والأسلوب غير لبق في تعامله مع الآخرين، مما يؤثر في نجاحه مسبباً له الخسارة. وحتى المرأة الفاضلة اللبقة أكثر نجاحاً من غيرها في الحياة الزوجية والاجتماعية، فالأخلاق الفاضلة مع اللباقة واللياقة وتوفر الظرف المناسب مع الكياسة كلها عدة النجاح، الذي نسعى إليه كما قلنا في البداية.

حسن علان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار