العدد: 9301
الأربعاء 27-2-2019
(ما أجملا كلمة سوا، لقلوبنا صارت دوا، نورك يا سوريا ضوا، حيوها سوريا، بلادي يا أرض الخير، الله حاميها، بالكون ما بيصير، متلك يا سوريا، نصرك ع ورق الغار، جابوا لك بشار، وفيكي شعب جبار، حييا الشعب حييا).
بهذا النثر الجميل الذي ضج به قلبها وصاغته بفعل خيري وإنساني على امتداد سنوات حرب قاهرة ظالمة، تغالبت فيه على المحن والأوجاع التي طالت الأهل، فكانت في جمعيتها التي شيدتها لمؤزرتهم وانتشالهم من ظلمة العيش واحتراق الفؤاد، ليكونوا كما غيرهم (سوا) تحت سقف شمس تضيء لهم دروب الحياة.
السيدة نورا فؤاد شداد، رئيسة جمعية سوا الخيرية، أشارت بداية إلى فكرة تشكيل الجمعية ودوافعها فقالت: أبي كما كل أب سوري يحب الخير لأرضه الطيبة ومن يحيا عليها من الأولاد، ألمّه ما جاءت عليه الحرب من أوجاع لناسه وما ألم بهم من حاجة وجراح، فكنت وإياه نقدم بعض الحاجات وحسب المقدرة لكن كان علينا الأمر كبيراً وسرعان ما اهتدينا لإنشاء جمعية سوا الخيرية التي أشهرت في 5/2/2015 وهي منظمة أهلية غير ربحية، ترعى المئات من أسر الشهداء والعائلات المهجرة والفقراء، وشاركونا العطاء، ويد الله مع الجماعة، فكان أبناء الشهداء أمانة في أعناقنا.
لدينا سجل حافل بالأعمال والنشاطات التي تزخر بها ذاكرة وطن وأهله الطيبين، من موائد رمضان وهدايا الأعياد من ملابس وألعاب جيدة وفي كل المناسبات وغيرها بلا مناسبات كانت عطاءات الجمعية كبيرة وافرة مجزية بكل طيب وخير، أما النشاطات فهي بذات الحجم والكم وأكثر فجميع ما نفعله لا يأتي بوزن قطرة دم من جريح أو شهيد روت أرضنا الطيبة السمراء.
وهذا العمل لا يكفينا وفي جعبتنا الكثير ونحاول تقديم كل ما يمكننا بأحسن تقويم وتصوير، نحن على أبواب حلة جديدة من المهام والأعمال والدورات المجانية، تبدأ ببداية آذار لتتفتح أزهارها ربيعاً دائماً وثماراً منها:
دورات لتمكين المرأة السورية، حرف (دورات خياطة، نسيج، قص شعر) صناعات غذائية (مخللات، حلويات، مربيات، خل) صناعة صابون وشامبو، دورات تعليمية (لغات: إنكليزي، فرنسي، روسي، وتقوية عربي، رياضيات، فيزياء، كيمياء، علوم، إلخ،) بالإضافة لمحو الأمية، الحساب الذهني، إسعاف بإشراف طبيب مختص، مهارات الحياة) وكل ما يخص بناء الشخصية والتخلص من السلوكيات السلبية، إعادة تدوير، مسرح تفاعلي، رقص وغناء وزومبا بإشراف أساتذة اختصاصيين، عزف عود، ورسم ونحت وخط، وأيضاً دورة كوارث وأزمات, بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية والعلمية التي تغني نفوسهم الضعيفة وتنعشها وتقوم فيهم الجسد والروح.
وعن جديد الجمعية قالت: كانت أعمال الجمعية تنحصر على مساحة بيتي فقط ويحتضنها زوجي والأولاد والذي ضاق بأهله والزوار، فكان أن انتقلنا منذ أيام إلى المقر الجديد بذات الحي الدعتور، كما نعمل على التمدد والتوسع بدائرة أعمال الجمعية ومحيطها لتطال الأرياف، فالمدينة تعج بمئات الجمعيات وليس للأرياف فيها غير القليل، ولعملنا بقية كما لحلمنا امتداد وبقية.
وعلى هامش النشاط الفني الذي كانت الجمعية تقوم به بمشاركة الأمانة السورية للتنمية التقينا ببعض أولاد الشهداء والجرحى:
* مايا سليمان ابنة الجريح محمد أشارت بأن والدها مشلول لا يقوى على الحراك، وهي وإخوتها الأربعة يأتون إلى الجمعية منذ فترة ليست بقصيرة، تحب السيدة نور وتحتضنها كلما شاهدتها أو زارتها وتحس معها بالفرح والأمان فهي لطالما أسعدتهم بالهدايا وأعطتهم الكثير، كما هي اليوم أتت لتتعلم الرسم وتقوم ببعض النشاط فهو ما يدعمها في دراستها ويطور موهبتها كما أنها ترى إخوتها فرحين, وهم يحصلون على كل ما يريدون من الغالية نورا ولكنها في العيد تتمنى أن تحصل على (باربي) من صندوق الأمنيات المتواجد في الجمعية.
* السيدة وفاء بدور زوجة الشهيد عيسى عز الدين حسن، لديها ولدين شمعون صف ثالث وشهد صف سابع، أشارت إلى أنها لطالما عانت وشربت من كؤوس الحياة المرة بعد استشهاد زوجها وهجرتها بيتها، لتسكن في حي الدعتور بين جدران عفنة لا تراها الشمس ولهذا لا ترى الصحة بأجساد أولادها فهم دائماً مريضون وضعيفون، تأخذ راتب زوجها وتضعه إيجار البيت، وهي اليوم حصلت على وظيفة وباشرت بها منذ بضع أشهر فقط لتحصل على 25أ لف ليرة كراتب شهري، وتحمد الله أن وضع في دربها السيدة نورا والتي أخذت بيدها وساعدتها في محنتها، وتشكرها من قلبها وهي تحس بأن ولديها بأمان عندما تتركهما لديها لأجل نشاط أو تعليم فهي تعاني من أمراض عديدة القلب والسكري والضغط وغيرها.
هـدى سلوم