العدد: 9301
الأربعاء 27-2-2019
نستيقظ في صباح كل يوم على صوت بوق الدولار المخيف والمزعج والمقامر، يفاجئنا كهزة أرضية لا تعرف الشفقة ولا الرحمة تقتل وتدمر وتشرد وتهجر، وكالبرق والرعد والصاعق ينذر ويهدد بأمطار غزيرة وسيول جارفة وإعصار غادر.
يتأجج سعره في الأسواق ما بين صعود ونزول ويلعب لعبته في الخسارة الكبيرة والربح الفاحش مما يسبب الارتباك وسحب الثقة ما بين الشاري والبائع، والمواطن الكادح هو الضحية في ارتفاع سعره في لقمة عيشه ولباسه ودوائه كلعبة الشطرنج حسب ما يحلو له ويراه في عيون مصالحه، يقتحم أمن ومقدرات وموارد الدول النامية ويتلاعب باقتصادها بأساليبه الملتوية وأكاذيبه المضللة وبالتهديد والوعيد يجبر حكامها للانصياع لقراراته ومطالبه كالأخطبوط في كل الاتجاهات يمد أصابعه الطويلة ليصطاد غنيمته ويمتص دمها كقملة سمكة البحر، يريد الهيمنة على العالم برمته ولجم الأفواه، ومتى تعرضت مصالحه للخطر ينسى وعوده ويتجاهل أكاذيبه بأعذار واهية كالمحيط الهادئ تراه أحياناً هادئاً يغويك بهدوء أمواجه ولكن لا تعرف قراراً لقراره وعندما تعصي أوامره وتتمرد عليه يهوج ويموج ليبتلع ضحيته لا يؤتمن لهدوئه لأن الهدوء يسبق العاصفة، ينتقم من معارضيه شر انتقام لأنه يعتبر نفسه الحاكم المطلق وملك ملوك الأرض وسلطان زمانه، وعندما سئل عنتر من عنترك؟ أجاب لأني لم أجد خصماً يقف في وجهي فأخذت حريتي أصول وأجول في الميدان فارساً على صهوة مهر جامح وفي الحلبة دون منازع، ولكن لكل عقدة حل مناسب، ولكل تصميم وإرادة حرة انتصار، ولكل عقل ناضج ومنفتح حكمته تصيب الهدف كالسهم القاتل، ولكل نظرية برهان قاطع، ولكل مسألة حل مقنع إلا عقدة الدولار المستعصية التي لا حل لها وتبقى كالمطرقة مرفوعة فوق السندان، وتحت الضغط تحاول احتكار حقوقها ومصادرة حرياتها وموارد الشعوب دون أن تترك لها الخيار لتختار طبيعة حياتها كما يحلو لها وطريق مستقبلها والعيش في وطنها بشموخ وكبرياء ليبقى جاثماً فوق صدرها حتى يجف الدم في الشريان، وكل هذه العقدة والانتصار عليها يجب اتخاذ القرار الوطني المستقل الحاسم النابع من الضمير الحر ومنطلقاً من عقيدته الثابتة وإيمانه المطلق ومحاربة الظلم والاستبداد والعبودية بالاعتماد على قوتها وقدرتها الدنيا تمنعه من الدفاع عن نفسه ومحاربة الظلم والاستبداد والعبودية بالاعتماد على قوتها وقدرتها ومواردها وخيرات أراضيها الوافرة وثرواتها الهائلة وتتحرر من التبعية وتخطو خطواتها الواثقة نحو التقدم والتطور والانفتاح على العالم باستثمار ثرواتها المتنوعة بنفسها ومواردها بالكد والتعب لتحقيق رغد العيش وسعادة الحياة لمواطنيها والشموخ لوطنها بما يؤول بالخير والفائدة على الجميع والدعم اللامحدود لعملتها الوطنية بدعامة الذهب الأسود والأصفر والفائض من خيرات أراضيها بعد الاكتفاء الذاتي ليكون رديفاً لخزينتها دون الحاجة للجوء إلى المساعدات الخارجية وقروض البنوك الدولية التي بهذا السلام تحاربها وتهدد مصيرها ومستقبل شعبها في الحياة الحرة الكريمة.
عيسى موسى موسى