الوحدة 22- 6 -2020
مع دخول اعتداء قيصر الأمريكي حيز التنفيذ، بدأت مرحلة جديدة سمتها الأساسية حصار اقتصادي وحظر تجاري، بهدف التجويع للتركيع والتسليم، المشهد الحالي يشبه إلى حد كبير ما كان يحدث في التاريخ عندما كانت جحافل الجيوش المعتدية تحاصر المدن والقلاع، وتقطع عن أهلها الغذاء والماء وطرق التجارة والموصلات، بهدف احتلالها وإخضاعها أو إجبارها على دفع المال، تغيرت الطرق والأساليب بتغير الأزمان وتطور الأدوات، لكن الهدف والمضمون واحد هو الإجبار والإكراه لفرض التبعية السياسية أو الاقتصادية أو كلاهما.
ما بعد اعتداء قيصر على المستوى الاقتصادي ليس كما قبله، وإذا كانت لكل مرحلة شروطها وظروفها الموضوعية التي تفرضها عوامل وقوى داخلية وخارجية، فإن هذه المرحلة تقضي بالضرورة، وتستلزم على المستوى الأخلاقي والإنساني والوطني، تفعيل دور الدولة ومؤسساتها في التدخل الإيجابي، لخفض الأسعار، منع الاحتكار، محاربة الفساد ومحاصرته، محاكمة مرتكبيه وداعميه، دعم القطاعات المنتجة التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، وأهمها الزراعة ، استثمار المساحات الخالية، الاستفادة من الطاقات البشرية والموارد الطبيعة المتوفرة، تفعيل دور الرقابة الرسمية منها والشعبية، وتعزيز دور الإعلام ليصبح منبراً للمواطن ولكشف الحقائق وإيجاد الحلول عن طريق الاستعانة بالكفاءات والعقول العلمية والعملية وتقديم أفكارها وطروحاتها أمام الرأي العام، البحث عن أساليب جديدة ترتقي بمستوى الأداء الحكومي الحالي، امتلاك المرونة في تغيير منهج وأسلوب الإدارة الاقتصادية بما يتوافق مع المتغيرات، فقد تكون الإدارة قادرة على تحقيق الأهداف الموضوعة لكنها تهدر الكثير من الموارد والوقت وهذا يعني أنها فعالة لكنها غير كفوءة ، هنا يجب البحث عن طرق أخرى لتحقيق الأهداف بأقل تكلفة وجهد وزمن .
إذا كانت العوامل الخارجية التي لا نستطيع السيطرة عليها والتحكم بها مسؤولة عن 70% من معاناتنا الاقتصادية فلنعمل على معالجة 30% المتبقية، والتي سببها عوامل داخلية، كالهدر، وسوء الإدارة والتخطيط ، والفساد وغيرها من الأسباب، ويجب على المسؤول أن يرتقي لمستوى وطن، لا أن يصغر الوطن لمستوى مسؤول.
إن ما تفرضه أمريكا ليس (قانوناً) ولا عقوبات، فالويلات المتحدة الأمريكية لا تملك الصلاحيات لتشريع القوانين وتنفيذها خارج حدودها، ولا الحق بفرض عقوبات دولية ضد دول أخرى، من يملك الحق والصلاحية هو المجتمع الدولي ومؤسساته، وهي ليست السيد ولا نحن التابعون لها، ولم ندر يوماً في فلكها السياسي، هم في حقيقتهم رعاة بقر متوحشون وأحفاد قتلة، ومجرمون…
والأجدى بالدولة (أمريكا) التي مازالت تمارس التميز العرقي والعنصري، وتقوم أجهزتها الأمنية بقتل المواطنين عن طريق الخنق أمام المارة والكاميرات لمجرد الاختلاف بلون البشرة، أن تُفرض عليها العقوبات لا أن تفرض هي العقوبات.
إن التوحش الأمريكي الذي يظهر ويزداد يوماً بعد يوم، يؤكد أن الحضارة والعلم لم يرتقيا بمستوى إنسانية العقل السياسي الأمريكي، بل جعلاه أكثر فتاكاً، وإجراماً، وتعطشاً لدماء، ولرائحة الموت، ولمنظر جثث النساء والأطفال، ما تقوم به الويلات المتحدة الأمريكية تجاه سورية هو جريمة بحق الشعب السوري، وعدوان على وجود وحقوق دولة مستقلة.
سنان سوادي