وقــال البحــــــر..نساء في الرواية السورية

العـــدد 9299

الإثنـــــين 25 شـــباط 2019

 

(أفراح في ليلة القدر) رواية للروائي عبد الكريم ناصيف وقد وجدت أميرة في أثناء دراستها بباريس أن الحضارة هناك تقوم على المادة والعلم والصناعة، وتفتقد المقومات الإنسانية وتهجر الروح النابضة، وأدت بكثيرين إلى هوس الجنس والجنون والانتحار.
أخذت أميرة من الغرب العلم وحصلت على الدكتوراه في علم الأدوية ورفضت التردي الأخلاقي والاجتماعي، ويصورها الروائي حين تعود إلى الشرق لتنهل من صفائه ونقائه وبهائه فتطمئن نفسها، وتنتعش روحها بالحب لكن الدهشة تعصف بها والمفاجأة تهدها، فقد غابت القيم الروحية وطغت النزعة المادية ورغم ذلك تتمسك بصفائها ونقائها وتستنكر هذا الانحدار في زمن السمسرة والصفقات والمساومات واستغلال جهود الآخرين.
ويقدم الروائي شكيب الجابري (نجود) في روايته (وداعاً يا أفاميا) وقد رسمها الروائي عابرة بالأصالة متحلية بالشرف والفضيلة والجمال وعزة النفس لكنها تتُهم بعلاقة مع الرسام سكاريا ظلماً فتهرب إلى غابات الفرنلق وبقيت محافظة على قيمها.
و(هالة) هي الشخصية الرئيسية في رواية (ثم أزهر الحزن) لفاضل السباعي، وهي من أسرة فقيرة محافظة ولها أربع أخوات وأخ تستنكر ظلم القدر وغياب العدالة، وتتطور شخصيتها فتغدو طالبة جامعية وموظفة، إن نجاح (هالة) المستمر فتح أبواب الأمل أمام الأسرة ويبدو تعاطف الروائي مع بطلة روايته المثقفة، ونجد صورة الأنثى الواعية التي تؤمن بالقيم الاجتماعية الأصيلة في رواية (أجراس البنفسج الصغيرة) لحسيب كيالي سهام بطلة الرواية يتيمة عاشت مع أختها وأمها تتابع الدراسة وتكتشف استغلال عمها لأملاك أبيها باعتباره وصياً ويقودها وعيها إلى إنقاذ ما تستطيع من براثن العم وإن سهام الفتاة الجميلة ترى أن اسباب نجاحها ومساعدة الأسرة يعود إلى المطالعة والثقافة.
حاولت تقديم ملامح الأنثى الواعية المثقفة في الرواية كما رسمها الروائيون وقد أثبتت الشخصية الأنثوية حضورها المتألق، واستفادت من ثقافتها واندفاعها لتغيير الواقع الاجتماعي وقد جرى التركيز على الجوانب الإيجابية ولكن الصورة العامة كما في الروايات العربية ظلت صورة أقل جمالاً وقيمة ونلاحظ أن بعض الشخصية الأنثوية المثقفة في الروايات قد كابدت وعانت وصدمها الواقع القاسي الذي جرفهنّ . . وما أقل اللواتي جعل منهنّ الروائيون مقيدات بالتفريخ وشؤون المنزل!
ورغم ادعاء بعضهم بالحرية والمساواة فإن الرجل الشرقي كان أحياناً عقبة أمام المرأة وقيداً وهناك شخصيات أنثوية مثقفة لم تستطع المواجهة والمقاومة لأوضاعها الاجتماعية المفروضة، فانقادت وخضعت واستسلمت للقهر الذي يحيط بها

عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار