الوحدة : 23-4-2020
عالم مجنون يمشي على رأسه، وكأنما فقد عقله، لم تقم القيامة بعد لكن قائمة المرض والزلازل هيّجت الأحداث بتواتر لا يترك فاصلاً بينها ليلتقط متلقي الخبر أنفاسه، فتكتم عليه ثرثرات في الحارة الفيسبوكية كوابل أمطار تنزل صواعد وتطلع نوازل، على غرار عالمنا المقلوب.
شتات.. شتات، لا يلتئم جرح على أخيه، حتى يبعثره آخر يسير في طليعة الكوارث الاقتصادية التي ملأ عجاجها العالم، فتتجمّد الكلمة في الحلق ويتسلّق الخوف أسوار المناعة، ومنظمة الصحة العالمية سبقت (بان كي مون بالقلق) من هزات ترامب لها بعدم تمويلها، وهو المهزوز والمهزوم في مبارزات النفط، اثنين أسود، ثالث يفزع في مساءات البيت الأبيض، انهيار البورصة أوله عام ١٩٢٩، وتاليه ١٩٨٦، وثالثه تهاوي أسعار النفط إلى القاع ٢١/٤/ ٢٠٢٠.
اصطدام بين الصفيحة العربية وصفائح أخرى في باطن الأرض، وتصالح بين الأعراب والعجم فوقها، تحدياً لقوانين الطبيعة ألا يجذب الضد نقيضه الضد، العالم فوق الأرض يرقص على وقع الاهتزازات تحتها.
تضرب كورونا الأرض بأرجلها فيرتدّ الصدى فوضى خلّاقة، ما بعد ليس كما قبل، العالم الجديد بدأ بالتشكّل جيوغرافياً وديموغرافياً وجيوسياسياً على أنقاض خسائر كورونا وفوالق السياسة وزلازل الفوالق، وهضم التنبوءات عسير يصيب بتلبك في الإثني عشر، فلا تفضي الاستنتاجات إلا إلى المفاجآت!
كورونا تأمرنا بالتزام البيت والزلزال المشروخة من باطن الأرض تهدد البيت، أجهزة المناعة ترفع حالة تأهبها، والأبنية لدينا تتناقص متانتها، المواجهة مع الزلازل محسومة قبل أن تبدأ، العشوائيات ترتجف مع أول حفلة راقصة للصفائح التكتونية، نتفاءل بالأبنية المقاومة المدروسة على الزلازل منذ ١٩٩٥ ولا نضمن خطأ غير معتبر في دراسة، سوء تقدير للخرسانة، أو سوء ائتمان، وبالمناسبة الائتمان من الأمانة، وهي بضاعة تردّ لأصحابها في البازارات.
النصف الأول من العام الجاري شهد عديد الزلازل والهزات الأرضية والبحرية في العالم حوالي ال (1300) خلال ثلاثة أشهر، ويقال قرابة الألف بين المناطق الساحلية والشرقية ودمشق ومحيطها.
الحدث يميل إلى التهدئة عند التبصّر بحقائق الأمور العلمية، لا الانجراف في التيارات الفيسبوكية. حسب الدراسات يمتد الفالق الزلزالي من خليج العقبة إلى سرغايا فسهل الغاب ثم جبال طوروس ولا يمر من اللاذقية وجبلة وطرطوس! وآخر زلزال حدث عام 1759 فنحن ضمن الدورة الزلزالية.
في العلم لم يعد شيء ثابتاً، سوى أن البشرية تجهل ما لم تكتشفه بعد، مَن فتح أبواب الفضاء لن يعجز عن سبر أغوار الأرض.
ما ينفع فكرة تلمع، عند الهزة الالتجاء إلى مكان آمن وإتباع الإرشادات الكثيرة كل حسب مكان تواجده، ولنتكل على الله كما نفعل في كل ملمة!
خديجة معلا