العدد: 9557
الأربعاء: 25 آذار 2020
وأخيراً، وقد لا يكون آخراً جاء المنقذ المعلول بعد مفاوضات (ماراثونية) لم يشهد عالم التدريب مثيلاً لها لا مع غوارديولا ولا مورينيو ولا زيدان، وسواء كان المنتخب هو إسبانيا أو ألمانيا أو إيطاليا أو البرازيل لكننا نحن (شكل تاني) في الاختيارات والمفاوضات وانتظار (الموافقات) كرمى عيون منتخب الوطن، وهكذا حل المعلول ضيفاً عزيزاً مكرماً في إقامته بأحد فنادق النجوم الخمسة بانتظار الآتي الذي سيحدد موعده ذاك (الكورونا) اللعين، ولكن وكما يبدو من ظاهر الحال فإن لاتحاد كرة القدم أسبابه وأعذاره ونحن نحترم خيارات وتوجهات الاتحاد وتركيزه على المنتخب الوطني، وخصوصاً تطلعات الكابتن (كردغلي) رئيس لجنة المنتخبات لأن تاريخه يشفع له بذلك، وما نأمله أن تكون النتائج على قدر التوقعات والمتابعات والجهود المبذولة والأموال المصروفة من أجل طموح الوصول إلى كأس العالم التي قطع فيها المدرب السابق فجر إبراهيم مشكوراً شوطاً مهماً بانتصاراته الخمسة، ولا يبدو من الملائم الآن تقييم المدرب الجديد استناداً إلى تاريخه وإنجازاته، فقد يحقق المدرب إنجازاً مع منتخب أو ناد ويفشل مع غيرهما، وهذا ما نجده حاصلاً مع أفضل مدربي العالم، فالمدرب هو المايسترو واللاعبون هم أعضاء الفرقة الموسيقية سواء كانت تعزف بالآلات أو الأقدام، ومعظم المشاكل تأتي من اللاعبين لذلك سيكون السؤال هنا : ما الذي سيفعله (المعلول) مع اللاعبين ولا يستطيع أن يفعله سواه من المدربين المحليين طالما أن التعامل سيتم مع نفس اللاعبين تقريباً ؟فالتدريب مع المنتخبات يختلف عن الأندية حيث يحمل لاعب النادي الصفة الاحترافية لا الطابع الوظيفي الذي يمليه شعور الواجب الوطني، وهذا ما يجعل أسلوب لعب اللاعب يختلف بين النادي والمنتخب، كما يحصل مع ميسي ورونالدو وسواريز وغيرهم، فهل سيتصرف لاعب المنتخب مع المدرب الأجنبي بطريقة مغايرة للمدرب الوطني؟ وهل لدى المدرب الأجنبي خططاً يجهلها نظيره الوطني مع أن خطط اللعب باتت معروفة ومعروضة للجميع؟
لن نستبق الحدث قبل وقوعه، والأمور باتت محسومة ومنجزة، والمدرب الجديد كان أحد الخيارات المقبولة والمعقولة رغم أن الانجازات السابقة والتاريخ لا يشفعان للمدربين في كثير من الأحيان.
المهندس ســـامــر زيــــن