العدد: 9299
25-2-2019
ها هو حال الشباب السوري الذي يتخبط بين نيران الواقع وغموض المستقبل، ينقل ناظريه بين واقعه الذي يعيشه بكل ما يتصف به من بؤس ومشقة وانعدام للفرص، والمستقبل الذي يرنو إليه ويحلم به.
إلا أن حلم الهجرة بحثاً عن فرص حياة أفضل، يداعب مخيلة الكثير من الشباب
لم الهجرة ؟
لو شعر هؤلاء الشباب بأنهم يعيشون حياة كريمة هانئة لما فكروا بالهجرة، فهذا الذي قضى سبع سنوات من عمره في الخدمة الاحتياطية يتسرّح ليبدأ حياته من الصفر، ولا يعرف من أين يبدأ ولا ماذا يفعل، يحتاج لإعادة تأهيل نفسية أولاً لكي يستطيع الانخراط بالواقع ومن ثم رحلة البحث عن عمل والتأسيس لحياة جديدة كلياً، فيلجأ لملتقيات التوظيف، وهيهات أن تقبل طلبه!
فأول ما يفكر به هو السفر للحصول على مبلغ مالي مقبول يؤسس به لحياة كريمة،
وذاك الذي أنهى دراسته الجامعية وبدأ هاجس القلق يحتله، من أن يلتحق بالخدمة الإلزامية، ومرحباً بحكاية السنوات الغامضة التي لا تُعرف لها نهاية، فما الحل إذا إلّا الهروب؟
حتى أن طلاب الجامعات السورية، يبذلون كل جهودهم ويحاولون بشتى السبل الحصول على المراتب الأولى في جامعاتهم طمعاً في إيفادهم إلى الخارج
ولكن، لماذا لا نعمل على تشجيع هذه العقول المبدعة وتنميتها في بلدها الأم، لمَ نسمح للدول الأخرى باستقطابها؟
هل يا ترى أصبح السفر هو الحل الوحيد لجميع مشكلات شبابنا؟ نأمل عكس ذلك…
ميرنا أحمد