رقــم العــدد 9554
الخميــس 19 آذار 2020
أحاول قدر الإمكان أن أجنّب نفسي الحديث عن نادي الساحل حتى لا أغرق عاطفياً في هموم هذا النادي الذي وعيتُ على حبّه مذ كنتُ طفلاً، بل كنت أعتقد أنّه لا يوجد أي ناد في العالم غيره، وأن سقف طموح أي يافع من أبناء محافظة طرطوس أن يزور هذا النادي أو ينتسب إليه، وهذا ما كان حتى كانت عضويتي الاتحادية الأولى في نادي الساحل عام 1982 على ما أعتقد . .
منذ ذلك التاريخ، ونحن أبناء محافظة طرطوس نحلم أن يكون فريق الساحل بين كبار كرة القدم السورية، ونعلم أنّ ما في طرطوس من خامات كروية قد لا يوجد في أي مكان آخر، لكن هذه الخامات كانت مبعثرة في فرق الأحياء الشعبية، هذه الفرق التي قد تتفوّق الآن على كثير من فرق الدرجة الممتازة ومن بينها فريق الساحل، وتحقق الحلم، والساحل للموسم الثاني على التوالي في الدرجة الممتازة، لكن وبكل أمانة ليس هذا هو فريق الساحل الذي نعرفه، حتى كان في الدرجة الأولى (الثانية) كان أفضل بكثير فلماذا؟
لن نجيب بالإنابة عن القائمين على هذا النادي، وهم أكثر منّا يعرفون الأسباب ويعرفون الحلول، ولكن ما نودّ التذكير به هو أنّه (ما حكّ جلدك إلا ظفرك)، استفيدوا من تجربة جاركم (تشرين) وابحثوا عن المواهب في كلّ حيّ أو قرية من خلال افتتاح مدارس كروية تغذّي نفسها بنفسها (حتى لا تضعون المتاعب المالية بعجلات هذا الطرح)، وانتخبوا من الريف القريب والبعيد جيلاً من اللاعبين يستطيع أن يحمل راية النادي في القريب العاجل، فذلك أفضل بكثير من البحث عن لاعبين منتهيّ الصلاحية، قليلي الانتماء. لن تُبنى كرة القدم في نادي الساحل بشكل سليم ما لم تمتلك قواعدها القوية، وتخطط بشكل موضوعي معتمدة على ابناء محافظة طرطوس كعماد أساسي لفرقها، وبعدها إن تمت الاستعانة بأي لاعب لن يكون ذلك مشكلة، لكن أن يكون الأساس من الخارج فهذا ليس مجدياً على الإطلاق.. تذكّروا تجارب فرق وأندية أعتق منكم خبرة (الحرية، حطين، الكرامة، جبلة، تشرين . .) هذه الفرق كانت أكثر توهجاً حين كانت صناعة محلية (مية بالمية)، وتراجع بريق أكثرها عندما عملت على استقدام اللاعب الجاهز، ووحده نادي تشرين استفاق من هذه الخدعة وعاد لبناء قواعده، وها هم لاعبوه يغزون المنتخبات الوطنية، وها هو فريقه الأول رقم صعب في حسابات المنافسة في السنوات الأخيرة.
نادي الساحل عزيز عليَ شخصياً كواحد من أبناء محافظة طرطوس، ويجب أن يبقى في الدرجة الممتازة، وأن ينتقل للعب دور المنافسة في السنوات القادمة لأنه خلفه جمهوراً لا يقدّر بثمن، وبإمكان هذا الجمهور أن يكون السند المعنوي والمالي للفريق.
ghanem68m@gmail.com