العـــــدد 9551
الإثنــــــين 16 آذار 2020
لطالما يأتي صغيري من مدرسته ويرتمي بين أحضاني وأنا واقفة أمام موقد الطبخ والأواني بين يدي، ويرفع برأسه ويقول: (اوعديني ماما ما رح تزعلي) لماذا تطلب هذا، وماذا فعلت؟ لم أنل العلامة التي وعدتك بها، فأصرخ به مستهجنة الأمر وملومة إياه لأفلت نفسي من عناقه بقوة وأنهره بأقسى أساليب التأنيب وتعذيب الضمير، فيقع على الأرض يبكي ويتوسل، وحتى لو أتى بعلامة جيدة لا يسمع مني غير ما يؤنبه فهل هو صحيح؟
السيدة نهى طراف، علم نفس أشارت بأن أسلوب التحفيز والتكييل له بالثناء والتقدير على كل أمر يقوم به وفيه خير ونجاح لهو الأجدى والامتناع والابتعاد عن الذم والتجريح لهو الأنفع، يضاف عليها التربيت على كتفيه الصغيرتين والاحتضان وزحمه بالقبلات والمدح والثناء على مجهود قام به فذلك يمنحه زخماً من النشاط ودفعاً للإقدام ولو كان به كسل، وإن المدح في كلّ وقت لما نحب أن يكون عليه طفلنا لهو إعلان صريح برضاك عنه وتشجيع وتحفيز ما فيه إلى السلوك السوي والنجاح، ويجب ألا تبخلي به ولتبتعدي قدر الإمكان عن التوبيخ واللوم، ويعد المدح والتقدير لجهوده من أفضل وسائل الدعم والبناء السليم في شخصية الطفل شرط ألا تفرطي فيه فيصيبه الغرور، فالثناء عليه كل حين يغير ما فيه من سلوك ويعزز الصفات الجيدة ويرسخ القيم والمبادئ الصحيحة ليشعر بالرضا عن نفسه، كما يساعد على بناء علاقات طيبة مع أفراد أسرته ليكون فيها احترام الكبير والعطف على الصغير والتعاون مع الجميع، بالإضافة إلى أنه يشبع حاجاته ودواخله بالجمال، فلا تنقديه بل ابتسمي ومدي يدك لتشجعيه وأطربيه بالمدح والثناء فهو مفتاحه للنجاح.
هدى سلوم