وقـــــال البحــــــر … فيروز.. وتحويلة الحفة

العــدد 9298

الأحــــــد 24 شـــباط 2019

 

تحويلة الحفة، وكل طريق محفّر، أو جسر جرفته المياه، أو كومة قمامة على طريق أو رصيف أو على شاطئ، أو كل مشهد مؤذٍ كنا حكينا أو كتبنا عنه يذكرني بأغنية فيروز (كتبنا . . وما كتبنا وياخسارة ماكتبنا)!
لم يعد القول في هذا الزمان يفيد، ولا أحد يجيب على الأسئلة، تفنن المسؤول في ممارسة الصمت، فتفنّنا نحن بالقبول والخنوع.
الخلل تحوّل إلى ثقافة، والشاطر هو من يمارسها، أو يتقبّل ممارسة الآخرين لها، وصوت (الأوادم) كما يقولون في الشعب والاعلام وفي مجلس الشعب وفي أي مكان مبحوح مبحوح مبحوح.
في منتصف الثمانينيات كنت في موقع له علاقة مباشرة مع الجماهير، وهنا لا أحب الحديث عن حالي، لكنني سأذكر حادثة يمكن أن تقدم شاهداً على نمطية العقول بين الماضي واليوم.
ثمة طريق ترابية بين قريتي الحويز وغنيري، لم تكن في خطة الشقّ والتعبيد، ذهبت إلى (علاء) مدير المشاريع الكبرى في اللاذقية وطلبت منه المساعدة في شقّ الطريق ووضع بقايا نهرية عليها، فوافق الرجل وطلب من مهندس بلغاري متعاقد مع المؤسسة الإشراف على التنفيذ، لكن المهندس اشترط أن يتعهد الأهالي حول الطريق بالسماح له بشق خندقين إلى جوار الطريق لحماية الطريق من المياه شتاء، وحصلنا على الموافقة.
سؤال: أين الطريق الفرعية أو المركزية اليوم المحمية بخنادق لمنع المياه من تخريب الطرق أو لحماية العربات العابرة؟
قبل أسابيع كتبنا عن مدّ كبل ضوئي على الطريق القديم من مفرق القطيلبية إلى مطار حميميم، وتمّ الحفر على طرف الطريق، ظل التراب ملقياً على الجانب شهراً، وإلى الآن ثمة أمكنة من الحفر لم تردم بالتراب وتشكل مصائد موت للمارة في سياراتهم، ليت الطرق المركزية تفقدت ذلك، ليتها أمرت بإلقاء بقايا المقالع في مكان الحفر على الأقل لمرور المارة دون الغرق في الوحل.
ونقول اليوم تحويلة الحفة التي أقيمت على تراب رخو ودون فتح خنادق حماية، ودون إقامة جدران حماية على الجوانب كما يحصل في بلدان كثيرة ومنها في تركيا المجاورة.
سؤال لمن يتذكر: هل تذكرون أيام النافعة؟ كانت ورش العمل اليدوي في كل الفصول لا تغادر خنادق الطرق لتحسين أو تنطيف خنادق الحماية، كم طريقاً اليوم في سورية لها خنادق حماية؟!
السؤال ليس موجها للخدمات الفنية، ولا للطرق المركزية، لأنني أدرك سلفاً أنهم سيقابلون سؤالي بالصمت.

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار