العدد 9536
الإثنين 24 شباط 2020
عاشت اللاذقية أجواء الفرح الرياضي العامر بفوز قطبيها (تشرين وحطين) على فارسي الكرة الحموية (النواعير والطليعة)، وحقق البحارة والحيتان انطلاقة مثالية مع بدء مرحلة الإياب التي تعد بالكثير من المباريات المثيرة والأجواء الساخنة، فأصحاب القمصان الصفراء أكدوا تمسكهم بحظوظهم الكبيرة في الحصول على النجمة الثالثة فابتعدوا بالصدارة بعد مباراة عصيبة سيطروا على معظم مجرياتها أمام منافس صلب أجاد قتل المساحات والوقت وأحكم إغلاق مناطقه الدفاعية، ورغم الهدفين والفرص الضائعة والجمل التكتيكية اللافتة وحسن إدارة المدرب للمجريات، إلا أن الفريق كان قادراً على تقديم أداء أفضل وتفادي بعض الهفوات الدفاعية لكن يبقى الأهم هو حصد النقاط الثلاث والاستمرار بصدارة مستحقة وبفارق مريح.
على الجانب الآخر عادت الأفراح مجدداً لتنعش أجواء البيت الأزرق ويتجدد الأمل ويكبر التفاؤل بحيتان حطين الذين تغلبوا على (إعصار العاصي)، وكان الأهم من الفوز الرقمي برأي غالبية الجمهور الحطيني هي عودة الروح إلى لاعبي الفريق الذين أجادوا على أرض الملعب (رغم سوئها) فكانوا رجالاً حقيقيين لعبوا بفدائية وانسجام ونجحوا بإعادة فريقهم إلى السكة الصحيحة التي تاه عنها في الفترة الماضية، وبدا واضحاً صحة توجه الإدارة، أولاً بالعودة عن استقالتها المتسرعة، وثانياً بإعادة المدرب حسين عفش لقيادة الفريق، فوضحت لمساته التكتيكية الناجحة والتي كانت بحاجة إلى أرضية صالحة لتخدمها، طبعاً هذا لا يعني عدم وجود أخطاء هنا وهناك خاصة في الدفاع، وكثرة إرجاع الكرة للخلف وبطء التمرير أثناء المرتدات وكثرة المراوغة وغياب اللمسة الأخيرة التي حاول المدرب تداركها بتبديلاته التي أعطت ثمارها، ويبقى الأهم هم ترسيخ المحبة والتفاهم والصدق والأجواء الإيجابية بين جميع أركان البيت الحطيني ومنح الحرية والصلاحية للجهاز الفني كي يعمل حتى نهاية الموسم وحينها يكون التقييم والحساب، ونبذ المسيئين و(الحويصة) وكل من لا يريد الخير لهذا الفريق..
منذ استلام اتحاد الكرة الجديد تفاءلنا بالوجوه القادمة من أجل التغيير المرتجى لأسلوب العمل القديم وللعقلية السائدة سابقاً، لكن ما حصل في مباراة تشرين والنواعير من قبل مراقبها والذي يفترض أنه ممثل اتحاد الكرة على أرض الملعب حين قام بتهديد نادي تشرين بخسارة المباراة إذا لم تتم إزالة اللافتات المكتوبة باللغة الإنكليزية، في واقعة لا أعتقد أنها يمكن أن تحدث في أي ملعب في العالم، وبرأيي فقد كان منطقياً إصرار الجمهور على إبقاء لافتاته وهكذا كان، ومنا للاتحاد الجديد نقول: اكسبوا هذا الجمهور لأنه زادكم ورصيدكم ولا تنصبوا له العداء من أجل أمور هامشية، اتركوه يعبر عن انتمائه وعشقه لناديه وبلده بالطريقة التي يشاء طالما أنها غير مؤذية لأحد، وتذكروا أن جمهور تشرين وحطين وسواهما من أنديتنا الغالية علينا هم الذين أعادوا الألق والحياة إلى مدرجات ملاعبنا ومنحوا البهجة والإثارة لمباريات دورينا.
المهندس سـامر زيــن