العدد: 9532
الثلاثاء:18-2-2020
باتت مسألة تغيير المدربين في الكرة السورية على مستوى الأندية والمنتخبات سواء بالإقامة أو الاستقالة أو بالمفاوضات التعجيزية (موضة) نرتديها عندما تناسبنا ونخلعها عندما تحرجنا أمام المرآة وكلام الناس وضجة الإعلام ونتستر خلف شعارات مثل: النادي أهم من المدرب، ومنتخب الوطن فوق اسم المدرب وسمعته ومؤهلاته وتاريخه، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ما الذي سيفعله المدرب الجديد ولم يفعله سلفه؟ وماهي تركيبة التواصل بين المدرب القديم واللاعبين؟ ماهي كيمياء التواصل بين المدرب الجديد واللاعبين؟ وهل حقاً شخصية المدرب وتكوينه العقلي والنفسي وقدرته على التحكم في عقلية اللاعبين وأساليب التعامل معهم أهم من المؤهلات والشهادات؟ وهل اللاعبون المشهورون الذين تجاوزوا عمر المراهقة في كرة القدم وأصبح لديهم عقلية مستقرة متصلبة ومنهجية في أساليب التعامل والأخذ والعطاء جاهزون فعلا للتغيير بمجرد تبديل اسم مدرب بآخر أو تغيير أسلوب بآخر أم أن التغيير لا يتعدى تغييراً في الشكل والاسم والشهادات والإنجازات خارج إطار التغيير الحقيقي؟ وهل المدرب الجديد سواء كان عربياً أو غربياً وسواء كان عاملاً أو عاطلاً عن العمل لديه الانتماء الحقيقي للمنتخب من أجل إجراء التبديل والتغيير والتفوق أم أن الانتماء للمال هو الدافع الأساسي؟ وهل ما يقدم من أموال وتسهيلات ومعسكرات واهتمامات وتبجيلات للمدرب الأجنبي قد تم تقديم ربعها للمدرب الوطني؟ وهل خطط اللعب التي يقدمها الأجنبي هي معجزة أم أن ها معروضة لمن يشتريها في الاسواق الاوروبية؟ . . ولعل السؤال المهم الذي يطرح نفسه بنفسه هو من يصنع من؟ هل المدرب الأجنبي هو من يصنع اللاعبين ويحولهم بقدر قادر من لاعبين محليين مدمنين على أساليب لعب متراكمة إلى لاعبين دوليين بحيث لا تكاد تصدق أن هذا اللاعب هو نفسه، أم أن اللاعبين أنفسهم وإنجازاتهم وانتماءاتهم وقدراتهم وقتالهم وروحهم ومشاعرهم ومستقبلهم هم من يصنع المدربين ويحقق إنجازاتهم وشهرتهم؟!
وهنا لابد من القول بأن قدوم مدرب جديد لقيادة منتخبنا الوطني يكون على مستوى الطموح ضرورة تفرضها الحقائق والوقائع والنتائج فالانتصارات الأخيرة التي حققها المنتخب على منتخبات ضعيفة لم تكن كافية لتعطي الانطباع حول استمراريتها والعروض التي قدمها المنتخب كانت باهتة لا تشجع على إمكانية تحقيق النتائج المرجوة في الاستحقاقات القادمة (الأصعب) ومع ذلك فإن تغيير المدرب ليس دائماً هو الحل الأمثل لكنه الحل الواقعي المنطقي ولا بد أن نشير هنا إلى أن أهم المدربين في أعظم أندية العالم ومنتخباتها يجري تبديلهم من أجل إحداث صدمة التغيير رغم وجود المخاطرة بأن يكون هذا التغيير أسوأ من سابقه لكنه ضرورة ومخاطرة لابد منها من أجل مصلحة النادي والمنتخب، كما أن أعظم مدرب في العالم لا يستطيع أن يحقق شيئا لأي منتخب إذا لم يرتق اللاعبون الى مستوى الانتماء الحقيقي لمنتخبهم فاللاعب أولا والمدرب ثانياً وإلا فإن تغيير المدرب لن يكون سوى اسماً على ورق واللاعبون لن يكونوا سوى قمصاناً مدوناً عليها رقمهم واسم وطنهم . . وكلنا أمل أن يكون المدرب الجديد للمنتخب على مستوى الطموحات والتوقعات المعقودة عليه وأن يكون اللاعبون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
المهندس سامر زين