وقعت في شباك «دنجــــوان» عصــــره…

العـــــدد 9531

الثلاثاء18  شــــــباط 2020

 

شهرزاد نجت من موت محقق على يد شهريارها بذكائها وفطنتها، فكم فتاة نجحت اليوم بسلب لبّ رجل تاه في حدائقهن وعطورهن وهو يتنقل بين زهرة وأخرى بتعجرف وأحياناً ملل، وكيف لها أن ترضى به زوجاً وهي تعلم طبعه وسره ؟
تقول (نصيب، القلب وما يريد) ولو كبلت نفسها بالخطأ، وإن النساء لعاطفيات والمرأة قلبها دليلها لرجلها ولو فيه كل العيوب لن ترى منها شيئاً والطريق إليه كلمة حب تطربها وتسيرها في طريق سالك إليه بصعوبة ولو تعثرت بأرجلهن التي وضعنها أمامها غيرة أو تمنعاً في وصولها إليه، فهي تنجرف بهواها مغمضة العينين والقلب مفتح.

* سحر، طبيبة ومتزوجة منذ أكثر من 12سنة أشارت أنها أحبت زوجها الذي كان يعمل سائق سرفيس على خط قريتها بعد أن نال إجازة في العلوم، ولم يحظ بوظيفة حكومية يومها، لم تكن تحسب يوماً أنه سيكون نصيبها، لكن كان يلاحقها بكلمات الإعجاب والحب كلما لمحها قادمة على الكراج أو موقف القرية، ويوسع لها مكاناً في الحال ولو رمى بأحدهم خارج السرفيس، الأهل عارضوا بحدة ما جاءت عليه ابنتهم وأول كلمة نطقوا بها أنه ليس من المقام، وأنه محتال وكل يوم مع بنت جديدة والناس عليه شهود، لكن قلبها ميال له مع أن العقل يبعدها عنه بأميال، صحيح أنها ليست بذاك الجمال الذي يجعلها مطلوبة ومحبوبة لكن (حواليها العشاق كتار) فهي طبيبة ومرغوبة، لكن الحظ شاء وأصبح زوجها والأهل منها عداء وجفاء لسنوات خلت، وهو لما كشفت سره منذ بداية زواجهما ارتد عن عاداته وغيّر طريقه ليكون دائم العودة لبيته ومحبوبته التي تخلت عن كل شيء لأجله، خاصة أن في البيت صار لديهما أولاد كانوا سبباً لتصالحها مع الأهل ولو لمحت بعض العبس في بعض الأحيان، وقد عدل الزوج سلوكه وأصبح تحت الطلب المجاب كما أنه حصل على وظيفة في دائرة حكومية واستبدل السرفيس بسيارة أجرة يعمل عليها بعد الدوام، ولطالما سألته أن يترك السواقة العامة لكنه رفض بشدة وأشار بأنها السبب في تعرفه عليها وزواجهما بالميسور والمقدور من نتاجها دون الحاجة لصدقة ومساعدة الأهل.
* هالة، معلمة أكدت أنها تزوجت برجل متزوج من غيرها مرتين، واحدة مطلقة، أعماها ولم تعد ترى غيره كما أن جميع رفيقاتها كن يتحدثن عن حبهن له وكم هو وسيم وكل الفتيات يتمنينه زوجاً، لقد حاولت مرات عديدة إبعاده عن تفكيرها وحلمها لكنها لم تستطع بعد أن احتل قلبها وجلس فيه وتربع كما تقول، لقد اختارها وحدها من بين كل النساء وجاء بكل ما طلبته من صيغة وجهاز ومسكن، وصرف الكثير من المال لأجل موافقة والديها خاصة بعد أن أعلنت لهما بأنها ستذهب معه إن لم يرتضياه زوجاً لها، ورغم كل تصريحاتهما بحبسها في البيت وغضبهما الذي أسفر على ضربها وتعنيفها لم تحد عن طريقها إليه، وجاء اليوم الذي رضخ والداها للأمر والذي أسفر بزواجها منه، لم يمض غير سنتين على زواجهما وهما بغاية السعادة، وهي لا تمنعه من اللجوء لأسرته كل حين ومتى شاء ورغب، فهي بنت الأصول.
* أم سعيد، أكدت أن الرجل (يستحلي) نساء غير زوجته ولا يمكن منعه عن تغنيه بهن ولو ملك أجمل امرأة في العالم، ولما يتاح له فرصة مع امرأة أخرى لن يتركها تفلت من يده (يا مأمنة ع الرجال، يا مأمنة المية بالغربال) وعليه عندما تحس على زوجها أن تخبره بشعورها وتقص جناحيه (قصقصي ريش طيرك قبل ما يلوف ع غيرك) لتمنع طريقه إلى غيرها هذا ما أوصتها به أمها فقد كان أبوها كمثل زوجها، ولديها خبرة كافية لتخطو في محنتها بقواعد سلام.
* علياء، شابة جامعية في سنتها الثالثة أشارت أنها لا تحب الارتباط بعد اليوم وخاصة من شاب لعوب يتنقل بين قلوب الفتيات ويوزع ابتساماته لتلك وحتى أخواتها بذات الوقت، قالت: مررت بتجربة مع شاب كمثله من هؤلاء، قال إنه يحبني وأمضى برفقتي حوالي السنتين، ولم أكن أدري بأنه يريد أن يصل لصديقتي عن طريقي، لعب بمشاعري وحطمني، وبكل بساطة تركني لوحدي أواجه العذاب والآلام وهي انسلت من صداقتي كحرباء فابتعدت عنهما، أكره الكذب والحيل والفتنة وحبذا لو كان كل منهما صادقاً معي منذ البداية لكنت أمينة على سرهما وخير صديق لهما، لا أعلم إلى اليوم لماذا عملا على أذيتي ولا أريد ذلك، أريد فقط السلام.
* أبو غيدق، أكد أن رجل اليوم تكفيه امرأته في هذه الأيام الصعاب حيث لا يجد ما يكفيها لسد حاجاتها وطلباتها، وهي لا تعيره اهتماماً إن أبدى إعجابه بفلانة أو تلك الفتاة، فهي تعلم حق اليقين أنه لن يستطيع إليها سبيلاَ وهي تحرق كل ما في جيبه ولا تدع فيه ليرة ورصيده صفر لتضع قدميها في البارد، ولو خرج طوال النهار فهو سيعود إليها بالتأكيد (مجبر أخوك لا بطل) .
وترد زوجته لما سمعت ما أتى عليه زوجها من كلام (اذهب إلى حيث شئت، وأحب من تشاء، سترجع إلى بيتك وأولادك أنا متأكدة، فما الحب غير للحبيب الأول). والمرأة لا تحب الرجل الذي يدخل بيتها فارغ اليدين وحبذا أن تقول: أهلاً بالحامل والمحمول وغير ذلك مرفوض، وإلا ستفتح عليه أسطوانة الإهانات وترميه خارجاً وتغلق الباب وراءه دون وازع الحب الذي تدعيه. * رغد أخرس، علم نفس أشارت إلى أن تعدد العلاقات للرجل أو المرأة قبل الزواج يكاد يكون طبيعياً إلا إن تجاوز الحدود وتخطى الصداقة، ويكاد يكون قيد شعرة من اضطراب يشكوه في الشخصية أو النفسية، حيث إنه يملك الكثير من الصفات التي تجذب إليه الطرف الآخر، فالرجل يكون قوياً ووسيماً وأنيقاً ويملك مكانته في المجتمع وبين الشباب، ليتملك قلوب الفتيات غير أنه لا يلتزم بوعوده لهن، ويسهل عليه الانفلات والتحرر من يد أي فتاة ليمسك بيد أخرى، وترى الواحدة منهن تقع بسهولة في حبه وتفاخر بأنها الفائزة بقلبه من بينهن جميعاً، وهذا الشاب لا خوف منه يسعى لعلاقات متعددة ليبرز على وجهها قوياً ورجلاً يعتمد عليه وهو يمكن أن يخفي وراء هذا الوجه ضعفاً وإذا ما أراد الارتباط فهو بالتأكيد سيبحث عن فتاته القوية التي تفرض نفسها عليه وتكون صعبة المنال ومختلفة عن الأخريات، وإن ارتضته زوجاً فقد حملت عبئاً ثقيلاً على كتفيها لتحافظ عليه وتركنه في البيت، لكن يجب هنا أن تفرق بين الشاب (الدنجوان) الذي يملك القلب والمشاعر وكله إنسانية ولا يحب الأذية، وبين زير النساء الذي لا تأمن جانبه ويحب أن يوقع بفريسته لينالها ويتركها خاوية الروح مدمرة النفس ليبحث عن فريسة غيرها وشتان ما بين هذين الرجلين.

هدى سلوم- معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار