العـــــدد 9531
الثلاثاء 18شــــــباط 2020
كنا قد كتبنا مؤخراً عن الطاقة البديلة التي تتسرّب من بين أصابعنا، وعن الجهود الحثيثة عبر مركز بحوث الطاقة للنهوض بالواقع البيئي للتخلص ما أمكن من مشاكل التلوث المختلفة والنهوض بالواقع الكهربائي الذي بات اليوم من أكبر المشاكل التي يعانيها المواطن السوريّ في ظل هذه الظروف القاسية والبرد الذي بات يقضُّ مضاجع النّاس بسبب عدم توفر سبل تدفئة وغياب الكهرباء والمازوت. اليوم نتوقف عند قضية مهمّة وهي: ما الرابط ما بين الترشيد والتقنين، وهل بالإمكان الترشيد في ظل التقنين؟
التقينا د. سنجار طعمة معاون المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة حيث تحدث قائلاً: حتى الآن لم نستطع فك الرابط بين الترشيد والتقنين، فالجميع يعدّ الترشيد حل العاجز عن إلغاء أو تخفيف التقنين وهذا موضوع جوهري، لأن كل المعنيين يفهمون الترشيد على أنّه تقليل الاستهلاك، وبالتالي يقولون أعطني الكهرباء كل اليوم حتى أرشدها، فلو طبقنا هذا الكلام على المياه، تختلف النظرة فلو قلت لأحدهم دعنا نرشد المياه، فماذا سيكون رده، سيكون رده إيجابياً ومتفهماً أنه يوجد ضغط على المياه، وعلينا استخدامها بشكل صحيح، بدون أي هدر وعليه الترشيد ليست دعوة لعدم أو تقليل استهلاك الكهرباء وأنت بحاجة لها، وإذا كانت ساعات توفر الكهرباء غير كافية لسد حاجتك إذا أنت مُرّشد للطاقة فمن يستهلك الطاقة لحاجته هو ملتزم بالترشيد 100% .
في سورية مشكلة حوامل الطاقة كانت متوفرة وبكميات كبيرة، والناس تعودت عليها بكثرة (مازوت، كهرباء) كانت تأتي 4 ساعات بالمقابل في الحرب انخفضت مصادر الطاقة، كمية الطاقة المتوفرة أقل من الطلب عليها، أي أقل من السابق بـ 30% .
هذا انعكس على سلوك الأفراد أو الاستهلاك حيث يتم يعتمد الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية لتحسين ظروف الحياة وتأمين الغذاء في حين يمكن استخدام بدائل عن هذه المصادر مثل الطاقات المتجددة (تسخين المياه أو توليد الكهرباء) كذلك العمل على رفع كفاءة الطاقة (استخدام العزل الحراري في المباني) لتخفيض الحاجة إلى الطاقة لتكييف هذا البناء هذا أن العزل الحراري يوفر 40% من الطاقة اللازمة للتكيف صيفاً وللتدفئة شتاءً وعليه يجب بناء الأبنية في مرحلة إعادة الإعمار تحقق شروط الكفاءة الطاقية من ناحية تنفيذ العزل الحراري وتسخين المياه وتوليد الطاقة الكهربائية وذلك حسب تعميم رئاسة مجلس الوزراء وقانون الحفاظ على الطاقة.
نور محمد حاتم