وقـال البحــــــر..نثـــــرات

العــــــدد 9297
الخميـــــــس 21 شـــباط 2019

 

بشفافيته المعهودة وصدقه الجريء في مقاربة الواقع وتوصيف المشاكل وترتيب الحلول نثر قائد الوطن كلماته مداد بوحٍ على ورق التعقل والموضوعية في خطابه الأخير خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية في ١٧/ ٢ /٢٠١٩.
لست في معرض تحليل تفاصيل الكلمة، لكن نثراتٍ منها استوقفتني واستدعت مكامن الماضي في ذاكرتي لتؤكد موروث الأجداد القائل أن الأسود لا تُخرج من أصلابها إلا أسوداً، وما وقفات العز والصمود التي يقفها أسد اليوم ومن حوله شعب يحترف الثبات إلا امتداد لوقفات إباء وشموخ طالما وقفها أسد تشرين التحرير ومن حوله الشعب عينه بثباته وصموده.
في الماضي قال الأسد: (الوطن غالٍ والوطن عزيز، الوطن شامخ والوطن صامد لأن الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة) واليوم يقول الأسد: (الوطن ليس سلعة لأنه مقدس وله مالكون حقيقيون لا لصوص، الوطن له شعب يعتبره كالروح إذا ماتت مات معها)، اليوم يثبت التاريخ أن المالك الحقيقي للوطن هو من لا يتجزأ الوطن عن ذاته.
عندما يُذكر مالك الوطن الحقيقي يُذكر في الجهة المخالفة بائع الوطن وخائنه، في الماضي قال عنه الأسد: (هذا ما يفعله المجرمون يمدون يدهم إلى الأجنبي مباشرة ويمدون يدهم إلى وكلاء أمريكا على حدودنا يقبضون المال ويأخذون السلاح ليغتالوا هذا الوطن ليقتلوا هذا الوطن في وقت تقفون فيه في مواجهة أشرس عدو وأشرس عدوان)، واليوم يقول الأسد: (أنتم عرضتم أنفسكم منذ البداية ومعكم الوطن للبيع ولا أقول عرضتم مبادئكم فأنتم لا تحملونها أساساً، الوطن مقدس، كلمات لا تعرفون معناها لأنكم سماسرة رخيصون لا يليق بكم سوى الازدراء والاحتقار)، هي قاعدة ذهبية لا استثناء لها في التاريخ الخونة لا مكان لهم إلا مزابل التاريخ.
في الماضي وقف الأسد شامخاً يتحدث عن النصر الذي حققه شعب يفضل المنية على الدنية فقال: (لا يمكن للظلم أن ينتصر أمام تماسك الأحرار والشرفاء، لابد للظلم أن ينهزم ولا بد للحق أن ينتصر)، واليوم يقف الأسد شامخاً في نفس العرين ليقول: (نحن ننتصر مع بعضنا لا ننتصر على بعضنا)، في الماضي والحاضر كان ثمن الصمود والانتصار غالياً لكنه أحلى ألف مرة من مرارة طعم الذل والانكسار.
صنّاع النصر الغائبون بأجسادهم، الخالدون بعظمة بطولاتهم، شهدائنا الأبرار انحنى الأسد في الماضي في حضرة جلال أرواحهم قائلاً: (الشهيد هو الإنسان الكبير الذي يجب أن ننحني أمام ذكراه تعظيماً وإجلالاً قولاً وفعلاً)، يعاود الأسد اليوم الاعتزاز بعظمة صنّاع النصر قائلاً: (خلف كل فرحة نعيشها تقف أسرة فقدت عزيزاً من أجل أن تحيا باقي الأسر وجريح فقد جزءاً من جسده ليحفظ باقي الأجساد، تجاه هؤلاء نحمل كلنا دولة وشعباً التزاماً وطنياً وأخلاقياً بالوقوف إلى جانبهم بالمعنى الفعلي لا اللفظي).
إنها صيرورة التاريخ في وطننا يتغير فيه لبوس الأعداء وأذنابهم وتتجدد أقنعتهم والهدف واحد… اغتيال الوطن، لكن المتغير اصطدم بالثابت الصامد أبداً شعبٌ جبار، جيشٌ عنيد، أسدٌ شامخ فأنّى للعواصف أن تزيح الجبال.

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار