العدد: 9523
الاربعاء:5-2-2020
تعزز مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة وهو المفهوم الذي يضمن على الأقل توزيعاً عادلاً للمهام سواء داخل المنزل أو خارجه.
وسعدت المرأة بذلك الإنجاز وراحت الأدبيات النسائية تتغنى بالتطور التاريخي الذي شهده المجتمع البشري وقيل الكثير عن انتزاع حق أساسي من حقوق المرأة التي لم تعد مضطرة إلى الغسل والشطف وتربية الأطفال وإعداد الطعام بل صار يتعين على الرجل أن يشمر عن ساعديه ويساعد حتى في أدق التفاصيل ولكن.
هل حدث هذا التطور فعلاً لا داعٍ للتكهن والتأمل؟
إن توزيع الأعمال المنزلية بين الزوجين ليس إلا وهم. فتلك الأعمال ما زالت تخضع للمفهوم التقليدي المتوارث عبر الأجيال والنسبة الكبرى من أعمال المنزل تقع على عاتق المرأة وحدها: إن لم تكن المرأة تقوم بكل الأعمال المنزلية على الإطلاق في بعض الأحيان. وهناك نسبة معينة من العلاقات الزوجية بشيء من التعاضد وتوزيع المهام إلا أن الرجل يبدأ بالانسحاب التدريجي من تلك الأعمال تاركاً إياها للمرأة على الرغم من اختلال الميزان منذ البدء بين الزوجين في هذا الإطار. فإن الرجل يتراجع بنسبة تزيد على 15% بمرور السنوات العشر الأولى من الزواج وتستمر عملية انسحاب الرجل إلى أن يرفع يديه كلياً من مشاغل البيت.
واللافت للنظر أن هذا الانسحاب التدريجي يحدث بغض النظر عما إذا كانت المرأة عاملة أو ربة بيت.
وهو يحدث حتى في حال النساء اللاتي يعملن خارج المنزل لفترتين أو لساعات طويلة جداً، وفي معظم الأحوال يرى الرجل أن الحل المناسب لغياب المرأة عن البيت هو بالاستعانة بخادمة أو مربية .أما في حال غياب الرجل نفسه فيتعين على المرأة أن تملأ الفراغ.
لمي معروف