ليرتنا.. مسؤوليتنا

رقــم العــدد 9517
الثلاثــاء 28 كـانون الثاني 2020

 

ترى أنشهد في قادمات الأيام عروضاً ثقافية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني ودعم الليرة السورية، كحملة ليرتنا عزنا؟ سؤال وجيه نضعه برسم المثقفين وأهل الثقافة، لكن كيف؟ الإجابة يتولاها كل من هو ضليع بالثقافة ويملك مفاتيح أبوابها، ويفك ألغازها، ليست سهلة ولا بغاية التعقيد، كل ما يلزمها مبادرات وحملات فردية أو جماعية. أما الفردية يمكن تلخيصها في عروض على منتجاتهم الأدبية والفكرية والفنية، في ظل ارتفاع أسعار بعضها وعدم القدرة على اقتنائها، مثال عليها ماذا لو عرض فنانونا التشكيليون عدداً من لوحاتهم بأسعار معقولة ومقبولة، أو أقام فنانو المسرح والغناء والموسيقا عروضاً بالليرة الواحدة… وقس على ذلك في عروض الكتاب الذي بات وجوده على رفوف المكتبات حلماً صعب المنال. خطوات بسيطة تكلف أصحابها خسائر محدودة لكنها تنعش المشهد الثقافي وتحركه وتعيده إلى الذاكرة التي تعج اليوم بمتطلبات الحياة وأولوياتها، وتقارب بين أهل الثقافة وجمهورها الذي ينشغل وينغمس في معمعات الحياة اليومية، وتسترد بعضاً من ألقها ووهجها وحضورها الذي بدأ يخبو إلى حد ما. أما المبادرات الجماعية فكثيرة وذات أوجه متعددة، ومنها المعارض التشكيلية الجماعية وليرافقها عروض على اللوحات المعروضة، فنفتح أبواب الاقتناء لهواتها على مصراعيها، وكذلك حال معارض الكتب الجماعية، وغيرها من المنتجات الفكرية والفنية وو… كل ما يلزمنا في الوقت الحاضر أن يضطلع كل منا بمهامه ومسؤولياته تجاه ثقافتنا بانية حضارتنا، مع الكثير من الجرأة في العرض واتخاذ إجراءات سريعة وإسعافية كل من موقعه وبما يمليه عليه واجبه الوطني والأخلاقي، ليرة واحدة أو خمس أو عشرة لا تكسرنا لكنها تحرك وتبني وتعمر صروح الثقافة والأدب والفن.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار