الشجر والطير والبشر بمحاضرة في الجمعية العلمية التاريخية بجبلة

رقــم العــدد 9516
الإثنـــين 27 كـانون الثاني 2020

 

أقيمت محاضرة في الجمعية العلمية التاريخية بجبلة بعنوان (الشجر والطير والبشر) ألقاها المحامي طه الزوزو، وعلى هامش المحاضرة حدثنا المحامي الزوزو عن محاور المحاضرة التي تضمنت: غنى سورية بالتنوع الحراجي والنباتي والتنوع بالطيور والحيوانات البرية، إذ لديها مائة نوع من الأشجار الحراجية والغابية وما تقدمه هذه الثروة الحراجية من وظائف كبيرة للبيئة والإنسان كتنظيف الجو من ثاني أوكسيد الكربون وطرح الأوكسجين وحماية الأراضي والتربة من الانجراف وتغذية الينابيع الجوفية وتنقية الجو، أما تنقية الجو من الجراثيم فشجرة الريحان المتواجدة بكثرة في حراجنا وغاباتنا فهي قادرة على قتل الجراثيم التي تعبر قربها خلال خمس دقائق لذلك ينصح بزراعة أشجار الريحان في الحدائق المنزلية أما الصنوبر فهو أكثر الأشجار طرحاً للأوكسجين وهو أيضا متواجد بكثرة.
أما بالنسبة للطيور والحيوانات فسورية تمتلك360 نوعاً من الطيور وتشكل 3% من الطيور في العالم كذلك فيها 148نوعاً من الطرائد راجل ومفترس وغير مفترس ولاحم ونباتي و118نوعاً من الطيور العابرة لسورية و148 نوعاً تحط للتكاثر و150 نوعاً تحط خلال الفصول أيضاً للتكاثر.
وكما نرى لا يقل غنى سورية بالغابات وتنوعها عن غناها بالطيور والحيوانات البرية ولكن ماذا حدث؟ وهنا يأتي دور الإنسان إن كان السلبي أو الإيجابي. ونبدأ بالدور الإيجابي الذي تجلى بتشريع وسن القوانين للحفاظ على الغابات والأحراج والحيوانات والطيور، إذ صدرت الكثير من القوانين والمراسيم منذ الخمسينات للحفاظ على هذه الثروات وكانت من أرقى قوانين العالم ولها تعليمات تنفيذية تنص على العقوبات بالسجن ودفع الغرامات المالية والعقوبات الرادعة لكل من يتسبب بحريق غابة أو حراج أو حتى أعشاب وحتى في مجال الصيد أيضاً صدرت العديد من القوانين للالتزام بأوقات الصيد وحددت فترات معينة من السنة لذلك للحد من الصيد الجائر كذلك صدر قرار عام 1977من الرئيس الخالد حافظ الأسد بإحداث لجنة سميت وقتها بلجنة التشجير العليا وهذه عنيت بزراعة ملايين الأشجار المثمرة وفي عام 1953 صدر قانون يعتبر كل آخر خميس من كل عام بعيد الشجرة ويعتبر عيداً وطنياً تحتفل الجمهورية العربية السورية بهذا اليوم، كذلك تتم فيه إقامة حملات التشجير.
إذاً، كما نرى لم تغفل القوانين الحفاظ على الأشجار والغابات والطيور والحيوانات البرية وكان كل تفصيل بتلك القوانين يلحظ بدقة متناهية لم تغفل لا شجرة ولا حجرة ولا طيراً.
لكن بقي تنفيذ هذه القوانين مرهوناً بمن هو موجود لتنفيذها لأن ما وصلنا إليه خاصة في السنوات الأخيرة يدمي القلب من القضاء على الغابات والثروة الحراجية والطيور والحيوانات حتى باتت سورية تفتقد أكثر من ثلثي ذاك التنوع الحراجي والطيور والحيوانات البرية وكله ناجم عن عدم الالتزام بالقوانين وعدم تطبيقها، كذلك الصيد الجائر وعمليات المكافحة بالمبيدات والسموم للحقول والمزروعات قضت على الكثير من أنواع الطيور النادرة.
ومهما كانت القوانين وتعليماتها التنفيذية رادعة تبقى المفاهيم المجتمعية أكثر فاعلية من أي قانون، تشهد على ذلك أماكن معروفة بعينها لكن للأسف ما فرض على المواطنين مؤخراً من الحاجة الماسة لقطع الأشجار لغرض التدفئة في ظل ندرة المحروقات أجبرهم على التعدي على الغابات والأحراج دون اتباع الطرق السليمة والصحيحة المعروفة في طريقة القطع.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار