جديده دعم المحاصيل العلفية صنــدوق دعـــم الإنتــاج الــزراعي إلى النشــاط من جديـد

العدد: 9510

الأحد: 19-1-2020

تتعدد أشكال الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاعنا الزراعي وذلك ضمن إطار سعيها لتعزيز مساهمته في دعم اقتصادنا الوطني وتعزيز أمننا الغذائي من مختلف المنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني وشكل صندوق دعم الإنتاج الزراعي أحد أهم الأشكال التي عملت الحكومة على تشجيع العاملين في القطاع الزراعي على الاستمرار في العملية الإنتاجية، حيث مرت تجربة هذا الصندوق منذ إحداثها بالعديد من المراحل التي رافقت الظروف التي تمر بها بلادنا.
يقول المهندس أكرم غانم رئيس دائرة دعم الإنتاج الزراعي في مديرية زراعة اللاذقية بأن الدعم المقدم من خلال الدائرة يتم إما من خلال المال أو عبر تقديم مستلزمات الإنتاج مثل البذار علماً بأن هذا الدعم يطال القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وقد شمل عمل صندوق الدعم قبل الأزمة الكثير من المحاصيل مثل الحمضيات والزيتون والحمص والعدس والذرة الصفراء والتفاح والبطاطا، وأما أسلوب تقديم هذا الدعم فكان يتم بالنسبة للحمضيات والزيتون على المساحة المزروعة وللبيوت البلاستيكية على عدد البيوت ولدودة القز على الإنتاج حيث وصلت المبالغ الممنوحة لدعم الزيتون في عام 2010 نحو 144 مليون ليرة سورية وللحمضيات قرابة 354 مليون ليرة في حين وصل إجمالي مبالغ الدعم على مستوى المحافظة في ذلك العام إلى 535 مليون وعدد المستفيدين منه إلى 75582 مزارعاً، أما في عام 2011 فوصل هذا المبلغ إلى 582 مليوناً وعدد المستفيدين منه إلى 85165 مزارعاً من مزارعي مختلف المحاصيل الزراعية المشمولة بالدعم الزراعي، أما في عام 2012 فشمل هذا الدعم محاصيل الذرة الصفراء ودودة الحرير بمبلغ 400 ألف ليرة حيث وصل عدد المستفيدين من هذا المبلغ إلى 61 مزارعاً ليتوقف الدعم خلال الأعوام من 2013 وما بعدها ليعود من جديد في عام 2017 من خلال تقديم مبلغ 153 ألف ليرة سورية لـ 28 مربياً من مربي دودة الحرير، أما في 2018 فوصلت قيمة الدعم الممنوح إلى 3 ملايين ليرة لـ 74 مزارعاً في حين وصل فيه هذا المبلغ في العام الماضي 2019 إلى 1,2 مليون ليرة سورية استفاد منها 43 مربياً من مربي دودة الحرير الذين استفادوا من رفع قيمة الدعم المقدم للكيلو غرام من المادة إلى 2000 ليرة للكيلو بعد أن كان هذا المبلغ يصل إلى 300 ليرة للكيلو بعد الإشارة إلى أن الصندوق يقدم للمزارعين بيوض الدودة مجاناً أيضاً.
دعم الزراعة العلفية
وفيما أشار المهندس غانم إلى أن دعم أي محصول يعود إلى مجلس إدارة صندوق الدعم الذي ينفذ توجيهات الحكومة بدعم الزراعات التي ترى ضرورة لتشجيع زراعتها حيث صدر وضمن هذا الإطار القرار الخاص بدعم الزراعات العلفية (الكرسنة – البيقية – الجلبانة – الغصة و الذرة الصفراء) على أن يتم احتساب هذا الدعم على أساس المساحة المزروعة وبمبلغ 4000 ليرة سورية لدونم الكرسنة – البيقية – الجلبانة و 2000 ليرة سورية لدونم الغصة والذرة الصفراء وأن يتم استحقاقه للفلاح بعد حصوله على الترخيص الزراعي اللازم من الوحدة الإرشادية التي يتبع لها الفلاح.
كما وأشار م. غانم إلى وجود توجه جديد لدعم محصول الفطر الزراعي وهو الدعم الذي ينتظر صدور التعليمات الخاصة به قريباً وذلك ضمن إطار التوجه الحكومي لتطوير هذه الزراعة الهامة حيث يشير رئيس الدائرة في الجانب المتعلق بدعم الأعلاف إلى تشكيل لجان رئيسية وفرعية لتلقي طلبات الحصول على هذا النوع الجديد من الدعم ولو أنه أشار إلى مشكلة يعاني منها الفلاح في محافظة اللاذقية وهي صغر الحيازات الزراعية الموجودة في المحافظة والناجمة عن تفتت الملكية الزراعية الأمر الذي يحصل استفادته من مبالغ الدعم قليلة مقارنة بالمحافظات الأخرى و هو الأمر الذي رأى غانم إمكانية تجاوزه من خلال تقسيم الدعم إلى شرائح تتناسب مع المساحات المزروعة وذلك بغية إنصاف فلاح الساحل في هذا الأمر.
دعم الإنتاج الحيواني والنباتي
وفيما أشار رئيس الدائرة إلى أن عمل الصندوق قد تأثر بالظروف من جهة توقف دعم بعض المحاصيل التي كانت تدعم قبل الأزمة منذ تاريخ صدور مرسوم إحداث الصندوق في عام 2008 فقد أكد سعي الصندوق لإعادة دعم هذه المحاصيل كما كان في السابق بل وتوقيع دائرة هذا الدعم لتشمل محاصيلاً زراعية أخرى بعد الإشارة إلى أن الصندوق يدعم الإنتاج الحيواني كما النباتي وذلك من خلال المبالغ التي تقدم له من مصادر تمويله والمتمثلة فيما يرصد له من الموازنة العامة للدولة حيث يقوم الصندوق بتقديم الدعم من خلال دعم مستلزمات الإنتاج أو أسعار بعض المحاصيل الزراعية حيث يقدم البذار المحسن والغراس المثمرة الموزعة من الجهات العامة ضمن إطار دعم مستلزمات الإنتاج إضافة لدعم الأعلاف المخصصة للثروة الحيوانية والأدوية البيطرية واللقاحات المستخدمة لتطوير الثروة الحيوانية ولمعالجة الأمراض الوبائية والجائحات المرضية التي تهدد الثروة الحيوانية، كما ويشمل الدعم أسعار بعض المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن والشوندر السكري أو أية محاصيل زراعية أو نباتية ترى الحكومة ضرورة دعمها ضمن إطار توجهاتها لتأمين احتياجات البلد من مختلف المحاصيل الزراعية وخصوصاً الاستراتيجية منها والتي تدخل ضمن إطار تحقيق اكتفائنا الذاتي وأمننا الغذائي من مختلف المنتجات الزراعية النباتية منها والحيوانية على حد سواء.
وأخيراً
واختتم رئيس الدائرة حديثه بالإشارة إلى أهمية الدعم المقدم للقطاع الزراعي والذي يساير التوجهات المماثلة له على المستوى العالمي لافتاً في هذا السياق إلى مساهمة هذا الدعم في زيادة مستوى دخل المزارع في معظم الدول الصناعية عن سواه من العاملين في باقي القطاعات الأخرى معطياً على ذلك تجارب بعض الدول مثل هولندا وفرنسا و الدنمارك والولايات المتحدة وسويسرا وكوريا الجنوبية واليابان بعد الإشارة إلى وصول قيمة الدعم المقدم للقطاع الزراعي في دول مثل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان إلى ما يقارب الـ 200 مليار دولار أمريكي مؤكداً أن ما أنجز في سورية خطوة باتجاه مواكبة التوجه العالمي في هذا المجال وأن ما أفرزته الأزمة ترك آثاره على صعيد تطوير وتعزيز هذه التجربة معرباً عن الأمل بعودة العمل في الصندوق إلى ما كان عليه وأفضل خلال الفترة القريبة المقبلة.

 نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار