هاتوا أسداسكم لنضربها بأخماسنا!

رقــم العــدد 9509
الخميس 16 كـانون الثاني 2020

من يردّنا إلى جادة الصواب، كيلو السكر بين (550 و600) ليرة سورية، وكلّ الجهات المطالبة بحماية المستهلك لا تحميه إلا من (شرور) الحمضيات والبندورة!
حتى لا ترتفع أسعار الحمضيات يزيدون كميات الموز المستوردة، وحتى يعيدون مزارع (الساحل) إلى رشده يسمحون بتدفّق المنتجات الزراعية من دول الجوار إلى السوق المحلية في أوج إنتاجنا منها بقصد (لجم) أسعار المنتجات المحلية!
النسبة الأكبر منّا هي شريحة المستهلكين، ونتمنى أن يكون سعر كيلو البندورة (10) ليرات سورية، لكننا لا نتمنى ولا نريد أن يخسر المزارع، فيضطر لـ (طلاق) أرضه، والتوجّه إلى أرصفة المدينة بائعَ علكة أو (متسوّلاً) . .
كلّ ما قد يوفّره (التدخّل الذكي) بالسكر والرز والشاي لا يتعدّى الـ (1000) ليرة، ندفع أضعافها قهراً و. . .
هل الـ (4 كغ سكر، و3 كغ رز، و200 غرام شاي) تُطرَح كنوع من (التفريج) على المواطن؟
* لن نتحدّث عن الجودة، ولن نقارن استخدامات البطاقة الذكية في المحروقات مع استخداماتها في التفاصيل اليومية، وبإمكاننا تحمّلها من أجل أسطوانة غاز أو (100) ليتر مازوت، لكن من سيتحمّل التنقّل من مركز إلى آخر ويأتي يوماً بعد آخر من أجل (شوية سكر)؟
* لسنا متشائمين، بل أننّا قادرون على قراءة الواقع بشكل صحيح، وتقدير الموقف (العام) حقّ قدره، بل وقادرون على إيجاد ألف عذر لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، شرط أن تشطب من تسميتها (حماية المستهلك)، لأنها أعجز ما تكون عن فعل ذلك، وحتى الضبوط التي تنظمها مديرياتها في المحافظات تنعكس علينا كمستهلكين بشكل مباشر، والتاجر الذي يدفع ألف ليرة لقاء ضبط (يحصّلها) منّا ألفي ليرة في اليوم التالي!
* في كرة القدم، على سبيل المثال، وعندما يخسر الفريق أكثر من مباراة يقيلون المدرب ويفسخون عقود بعض اللاعبين احتراماً للمتفرجين رغم معرفتهم بضعف إمكانيات فريقهم وتفوّق الفريق المنافس، أما في أمور الحياة الأخرى (يقيلون) الموجوع لا من تسبّب بالوجع أو اكتفى بالفرجة عليه!
* ننحاز بشكل أو بآخر إلى أهلنا، نحن أبناء الفلاحين والمزارعين، فلم يحصل أن ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية إلا ورافقها خلل ما (ذكرنا استيراد الموز وتدفق المنتجات المماثلة) ولسنا ضدّ هذا الإجراء، ونميل إلى أوسط الحلول، لكن لماذا لا تكون هذه المواقف واحدة ومتماثلة تجاه كلّ شيء، لماذا لا تسمحون بتدفق مستلزمات الإنتاج عندما تكوي أسعارها آمال المزارعين في مرحلة التحضير للموسم الزراعي، ولماذا تعملون من (قنينة مبيدات عشب) قضية اقتصادية وطنية، ولا مشكلة عندكم في تحييد عشرات المزارعين عن العملية الإنتاجية لعدم قدرتهم على تأمين مستلزماتها؟
* زرنا بعض بيّارات الحمضيات في (فديو والهنادي) بريف اللاذقية… الثمار المتساقطة لوحة حزينة توجع النظر، واللوم كلّ اللوم على من ينقل أو يعرض وجع مزارعي الحمضيات، عليهم أن يقتنعوا بـ (…) أنّهم يعيشون أحلى أيامهم!
علينا أن نتحدث عن بضعة أطنان تسوَّق يومياً، أو عن زيادة عشر ليرات على سعر كيلو هذا الصنف أو ذاك، ونوجّه التحيات لكلّ من عرف كيف يكتب كلمة (حمضيات)، لكن إن أشرنا إلى زيادة أجور اليد العاملة والنقل والعبوات نكون قد تجاوزنا حدودنا، وربما اخترقنا جدار الصوت!
* ترى هل يقتصر دور فروع اتحاد الفلاحين في المحافظات على (الاستثمار) فقط، نبحث عن دور إيجابي لها، ولا نجد هذا الدور في تحوّله إلى ما يشبه التاجر الذي يبيع السماد والعلف والنصائح!
إيجاد محطة وقود أو معصرة زيتون تحمل اسم اتحاد الفلاحين لا تعني أن هذا الاتحاد يقوم بدوره والذي هو أساساً الدفاع عن حقوق الفلاح ولا أتكلم بالنيابة عن الفلاحين إن كان يقوم بهذا الدور أم لا؟
في النهاية…
بإمكاننا أن نتحدّى أقسى الظروف وأصعبها، ونفعل ذلك منذ تسع سنوات لكنها قد تكون المرّة الأولى التي يصل فيها (التطنيش) إلى هذا المستوى..
اضحكوا علينا بـ (كلمتين)، وإنا بإذن الله لصابرونَ!

غــانــم مــحــمــد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار