بلاد و عباد.. تفضلتـــم علينـــــا

رقــم العــدد 9509
الخميس 16 كـانون الثاني 2020

رغم الإيقاع السريع للوقائع والأحداث التي غدت أسرع بكثير من سرعة إصدار الصحف اليومية وكلها أحداث تشد الانتباه لا يمكن القفز فوقها أو الهروب من تداعياتها أو تفاعلاتها او ارتداداتها وتشكّل مادة خصبة للكتابة لا يمكن أن تجف معها الأقلام أو ترفع الصحف- رغم ذلك- يبقى الهم المعيشي الجاسم بثقله على صدور العباد متصدراً قائمة الاهتمامات ومشحوذاً على مساحة تفكير الناس كلها وصدق من قال أعطني خبزاً وخذ فلسفة .
زمن طويل إنقض من حياة البشرية كان همَّ الإنسان تأمين احتياجاته في الغذاء وليس الكساء أو أي أمر آخر، وكان تفكيره محصوراً بذلك فقط، وكل ما وصلنا من آثار وشواهد هو نتيجة فائض التفكير الذي حدث لاحقاً, والذي تعدى حدود التفكير باللقمة, حيث تم تحويل الأفكار المنتجة إلى قوة بناء وعمل وإنجاز وحياة.
هل لأحد مصلحة بأن يبقى تفكيرنا محصوراً عند حدود اللقمة وتأمينها، لدينا لجان اقتصادية ومجلس نقد وتسليف وفريق اقتصادي يضم وزراء ومستشارين متخصصين بعلم الاقتصاد والمال هل عجز هؤلاء عن رسم مخرجات منطقية وتقديم وصفات علاجية لمشكلات حياتنا المعيشية..؟؟؟!
الغريب أن كل فريقنا الاقتصادي يتحدث عن نقاط قوة الليرة السورية، وليس نقاط ضعفها ليتركنا نحن العباد في دوامة البحث عن تلك النقاط متناسياً البديهيات في علم الاقتصاد والتي تقول : «لا قيمة لاقتصاد لا ينعكس خيراً ورفاهاً على حياة الناس» فمستوى حياة الناس هو المعيار الأول لواقع الاقتصاد.
كتب أحد الزملاء عجزنا عن إيجاد مخارج لمشكلات حياتنا في مستواها الاقتصادي دفعنا لإعادة إحياء أفكار اقتصادية تسيدت عقد الثمانينات من القرن الماضي وشكلت وصفة جيدة آنذاك مكنتنا من مواجهة تداعيات الحصار الذي فرض علينا في حينها وإلى ما ذكره الزميل نضيف: لكل مشكلة علاج والأهم أن يأتي العلاج في الزمان والمكان المناسبين ويكفي أن نسمع أن فريقنا الاقتصادي دفع الروح مجدداً في أفكار كانت معتمدة سابقاً لنقول له تفضلتم علينا.
الفضل الأكبر يأتينا من التجار الكل يشعرك أنه تفضل عليك عندما يبيعك سلعة ما، والبعض يقولها جهاراً: لو لم تكن صديقاً أو عزيزاً لما بعتك، فهو يبيع بسعر الغد وليس بسعر اليوم منطلقاً من سعر مفترض للدولار سيصل إليه في الغد وبالتالي هو بيع على مضض، لأن الغد يوفر له فرصة أكبر للربح ولأننا نحن المستهلكين اعتدنا أن نرد الجميل بالجميل سنضم التجار إلى قائمة من نتوجه لهم بالشكر ونقول : تفضلتم علينا..؟؟!

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار