بلاد و عباد.. صــــبراً على البلــــوى

رقــم العــدد 9507
الثلاثــاء 14 كـانون الثاني 2020

أي خبر مهما كان (تازة) كفيلة عندما تضج به مواقع التواصل الاجتماعية أن تحوّله خلال ساعات إلى قضيّة رأي عام، حتى تكاد الكلمات أن تقفز من شاشة المحمول مستغيثة.
السكر والأرز والشاي ثلاث دفعة واحدة! تأتمن الحكومة ذراعها التنفيذي في الأزمات (السورية للتجارة) على مواطنيها وتوكل لها حسن التوزيع لكميّات وصفها بالكافية يحمل في بطانته رسالة عكسية للتطمينات التي بثّتها تصريحات مسؤوليها: (في المستودعات كميات كافية لتوزيعها بالبطاقة الذكية) وكأنّهم يواجهون الإعصار بإغلاق النوافذ، ينبئون بقدوم أزمة، لم تكن خافية على أحد مقدماتها الدولار وأحداث لبنان، وشيء من ارتداداتها مليارات الدولارات العصيّة في بنوكها، والدعم الذي كان يأتينا على هيئة تمويل مستوردات خضع للتقنين هو الآخر، وصار محصوراً بالكميات (الكافية)، وعلى البطاقة الذكية نتّكل وبئس الاتكال وليس لنا إلّا الله خير المستعان، (السورية) رفعت الجاهزية، وبالقطارة بعد عصره حتى آخر نقطة دم قد يستطيع المواطن الحصول على مقنناته، ألا وهي واحد كيلو غرام سكر ومعادله من الأرز وخمسٌه من الشاي، وللأسرة مهما بلغ عدد أفرادها أربعة كيلوغرامات سكر. عادت فترة الثمانينات لكن من دون لبنان، كان التهريب على علّاته، يسكّج هموم المواطنين فيرتق جيوبهم المثقوبة بالألم، تحيي المقننات الذاكرة المنكوبة لجيل الثمانينات على المؤسسات الاستهلاكية بحلتها المطرّزة بالسورية للتجارة الآن، أبو زيد الهلالي كان خاله من استطاع في طوابير الانتظار الطويلة، الحصول على علبة سمنة، لكن ما من أحد أتى عل ذكر السمنة اليوم (كش برّا وبعيد)، نحن نستبق الحدث الذي بدأت سبحته بالسكر والأرز، كانت الأمارات واضحة مذ خفضت وزارة المالية قائمة تمويلها المستوردات أيلول الماضي وحالة ترقب لألسنة نار تشرئب من تحت الرماد، كأنّ السورية للتجارة عبّدت الطريق لتوقعات عن ضائقة لاحت من بعيد عبر سلتها المدعومة أنّ أوّل الغيث قطرة لكنها أمطرت بشدة وعكس قانون الطبيعة أعادتنا إلى زمن التصحّر، (حيث الحرب كانت باردة)، ومع هذا لم تطفئ لظاها حمى تستعر في برد الشتاء، لا تدفّئ الإعارة ولن تحمي من البرد إلّا نارة نوقدها أيام الكانونة هي جرعة أمل أن يكلل النصر العسكري بنصر اقتصادي كأنها ممرّات إجبارية تنعدم فيها الخيارات عقوبات لعقود، استنزاف للموارد، انتعاش اقتصادي، رغم أنف العدا لم يرق للإمبريالية المتصهينة كيل بكيل دمار مادي فنصر عسكري فحرب بلون جديد الأدوات عينها، سياسات تجويع وتركيع، تعاد الكرّة والسيناريوهات معدّة والمخرج شيطان مريد، أمريكا على كل المفارق والطرقات وفي محطات المترو والمطارات، وسورية لك الله.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار