النار فاكهة الشتاء

العدد: 9504

الخميس: 9-1-2020

 

النار فاكهة الشتاء, مقولة نسمعها أينما ذهبنا وحللنا في فصل الشتاء, هي كلمات مثل منتشر في أكثر بلدان العالم, ولم يُنسب هذا المثل لأحد, وتعني كلماته بأن النار وما تحدثه من دفء في فصل الشتاء, أيام البرد والأمطار والثلوج, عن طريق إشعال النيران في مدافئ الحطب, والمواقد المكشوفة (منقل , تفيّة) ويعلو التفيّة (اللوجاق) لاستيعاب الدخان المتصاعد من عملية حرق الحطب, وحديثاً أصبحت ( الشيمنيه) هي المواقد الحضارية الأكثر استعمالاً.

كل تلك الأدوات الخاصة بإشعال النيران تجمع الناس حولها, فيحلو السّهر والسمّر بقربها, وتكثر الأحاديث بين الحاضرين, وتسرد القصص والحكايات الحلوة, فعلى أعتاب بيوتنا, وأرصفة شوارع مدننا, وحكايا الشتاء الدافئة التي تكسر برودته, تذكرنا بغياب بعض الأحبة, الذين سافروا بدون رجعة والذين نحنّ إلى كلماتهم الدافئة التي مازالت ترن في مسامعنا, كنا نسمعها خلال جلساتهم الرائعة التي لا تنسى.
تزداد زيارات الأهل والأصدقاء والجيران لبعضهم البعض, ويبدأ الكل بالسهر وقضاء أوقات حلوة طيبة يرتاح لها الجميع, يحتسون القهوة والشاي, والزهورات من النباتات البرية المفيدة لطرد البرد, ومكافحة الأمراض التنفسية الصدرية, والهضمية في المعدة والأمعاء.
النار فعلاً فاكهة تعطي الجسم الدفء الضروري والمناسب لتوازن حرارته الطبيعية وإبعاده عن التعرض لبرد الشتاء, من خلال درجات حرارته المتدنية.
يلذّ وينعم الإنسان بتناول الفواكه الشتوية الموسمية, وغير الموسمية التي تكون محفوظة في برادات المنازل, وفي الأسواق أيضاً جميع تلك الفواكه تعطي جسم الإنسان حاجته من الفيتامينات والبروتينات والسكريات والمعادن الضرورية.
والنار بدفئها أيضاً كما قلنا تكسر حدة البرد القارس الذي يضر بأجسامنا, وتؤمن لنا الحرارة الطبيعية التي نحتاجها.
لذلك تعتبر النار إحدى تلك الفواكه التي يتعامل معها الإنسان كحاجة أساسية لاستمرار حياته, ولهذا سميت بفاكهة الشتاء.

حسن علّان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار