شــوربة العــدس.. لهــذا الشـــتاء البـــارد

العـــــدد 9503

الأربعــــاء 8 كانون الثاني 2020

 

من أشهر الشّوربات الريفيّة الشعبيّة الشّائعة المفضّلة في فصل الشّتاء، والتي تعدّ من ألذّ الأطعمة وأشهاها، فهي الشّوربة الصحيّة التي لاقت استحساناً كثيراً ورواجاً كبيراً منذ أيام زمان ولا تزال، وذلك نظراً لامتياز محتواها على العناصر الغذائيّة الغنيّة المتكاملة..
وقد اقْتصَر غذاء النّاس لزمان طويل على ما يوفّر لهم من المنافع الصحيّة التي تمد ّالجسم بالطاقة اللازمة والحيويّة، على شوربة العدس التي كانت تُؤكل بـ (التّين المجفّف) مع رغيف خبز التنّور، فكانت وجبةً ذات فائدةٍ غذائيةٍ كاملةٍ متكاملةِ العناصرِ لما تحتوي على نسب معقولة من الفيتامينات والكربوهيدرات وبعض المعادن والبروتينات والألياف الغذائيّة التي تولّد في الجسم طاقة حراريّة عالية وتمدّه بالشّبع إلى فترةٍ أطول..
ويكمن الجانب الأبرز في فوائد علاجيّة تلك الوجبة باحتوائها على حمض الفوليك والحديد والمغنزيوم والزّنك… التي تحسّن تدفّق الدّم (تنشّط الدّورة الدمويّة) والتي تعمل على نقل الأوكسجين والعناصر الغذائيّة إلى جميع أنحاء الجسم.. فتمنح الجسم الشّعور بالدّفء وتحميه من نزلات البرد.
كما وتمتاز الوجبة باحتوائها على عنصر السيلينيوم (Selenium) الذي يعدّ من مضادّات الأكسدة القويّة، حيث أكدت الدّراسات الصحيّة بأنه يساعد في تقليل من معدلات الإصابة بنمو الأورام المستعصية وغير المستعصية.. وتحتوي على عنصر الموليبدنيوم النّادر (Molybdenum) الذي يساعد في عمليّة نمو الجسم وتطوّره، وينشّط ويحفّز عمل الخلايا الطبيعيّ، ويكافح تراكم النّحاس المؤذي، ويساعد في تصنيع الهيموغلوبين.
وفي ذلك كله تسهم مكوّنات هذه الشّوربة في تحسين وتعزيز صحّة الجسم والعقل، فتنشّط وتعزّز صحّة الجهاز المناعيّ وصحّة الجهاز العصبيّ وصحّة الجهاز الهضميّ، كما وتنشّط الذّاكرة طويلة الأمد. . وتعزّز الصحّة الإنجابيّة، وتدعم صحّة القلب، وتنظّم مستويات السّكر في الدّم، وتضبط مستوى الكوليسترول في الدّم، وتعدّل ضغط الدّم، وتساعد على تقوية العظام والأسنان، وتقلّل من آلام المفاصل لمرضى الرّوماتيد المفصليّ، وتفيد في علاج حالات فقر الدّم والأنيميا..
– وطريقة تحضيرها المعروفة منذ أيام زمان هي: تُجرش حبوب العدس اليابسة البلديّة بوساطة الرحيّة (حجر الرّحى)، لينتج منه عدساً مجروشاً..
فيُغسل كميّة مناسبة من حبوب العدس المجروشة المنقّى من الشّوائب بالماء، وكذلك يُغسل كمّية قليلة من الرّز جيّداً، ويُصفّى كلّ منهما.
وبالتّالي يُغمر كلّ منهما بكمّية وافرة من الماء المسخّن مضافاً إليه رشّة من الملح الصخريّ في مُقلي الفخّار، وتُطهى حتّى تُعقد وتُنضج..
بعد ذلك يُضاف إلى حساء العدس البصل المقطّع المقلّى بزيت الزّيتون مع إضافة الكمّون المطحون والكركم المطحون..
وعلى الرّغم من فوائد تلك الوجبة المهمّة للجسم وتعزيز الصحة، يُنصح بالاعتدال في تناولها درءاً لحدوث انتفاخ البطن ولصعوبة هضمها، وتلافياً لهذه الحالة تُؤكل ببطءٍ ومضغٍ جيّدٍ وبهدوءٍ لحالها، أو قبل (أو بعد) تناول وجبة الطعام الرئيسيّة بنحو نصف ساعة.

سـها أحمد علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار