العدد:9501
الاثنين: 6-1-2020
عندما تشرق شمس الأمل في قلوب الناس وتضيئها، فإن هذا الأمل يفتح آفاقاً واسعة للإنسان، مهما كان حجم هذا الأمل صغيراً، فعندما نُدخل أنفسنا خطأ، أو قد تُدخلنا مشاكل الحياة قسراً، ضمن أنفاق مظلمة ومعتمة، نحاول البحث عن أضواء وأنوار أمل في نهايتها، كي يتكون لدينا ولو بصيص ضئيل من هذا الأمل الذي تنشره، للخروج مما نحن فيه، والأمل في اللغة: هو الرجاء التأمل الباطني هو إمعان النظر في حوادث الشعور، وضبط صفاتها، مع تقريب بعضها من بعض للكشف عن قوانينها (المنجد في اللغة والإعلام).
الأمل مرتبط بالحياة، من الصعب جداً أن يعيش الإنسان بلا أمل، وهو موجود ومتجذّر في حياتنا، لأنه الدافع القوي للبحث عن مقومات وجودنا في هذا الكون، وسيبقى الأمل ما دامت الحياة.
قال الشاعر الطغرائي في قصيدته لامية العجم
أعلل النفس بالأمل أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الأمل يجعلك تبتسم وتنسى كل ما تعرضت له من مواقف محزنة ومؤلمة، ويجعلك تحسن الظن بالله وبالناس أيضاً، والثقة بالله أذكى أمل، والتوكل عليه أفضل عمل، وعندما نشعر بوجود أو قدوم إشراقة أمل أمامنا، نشعر بالأمان حولنا، ونشعر بالسعادة الذاتية أيضاً، وبالوقت نفسه نستطيع أن نزرع الأمل في قلوب الناس الآخرين، وينعكس ذلك على تعاملنا وعلاقاتنا مع محيطنا.
ومن أجل استثمار فوائد الأمل لمصلحتنا ومصالح غيرنا، علينا أن ننسى الماضي وعدم النظر للوراء، والتفكير بما حصل لنا وقد مضى وانقضى.
تفاءلوا بالخير تجدوه، أو على الأقل انبذوا الشر وأبعدوه عنكم، لأن التفاؤل يعطي جرعة أمل للإنسان، مقرونة بالابتسامة فرحاً وسعادة.
علينا بالتفاؤل والبحث الدائم عن الأمل، وعندما نجد أنفسنا في مناخ سيئ وظلام معتم، فبدل أن نلعن هذه العتمة ونستسلم، يجب علينا إنارة المكان، ولو بإشغال شمعة صغيرة لكسر هذا الظلام وإضاءة حلكته.
حسن علّان