العدد:9501
الاثنين: 6-1-2020
قدّمت إحدى القنوات برنامجاً تربوياً بشأن المنافسة بين الأطفال، إذ جاء فيه أن المنافسة الإيجابية بين الأطفال هي العامل الأساسي الذي يؤدي إلى النجاح والتفوّق، لذلك ينبغي على الآباء أن يكونوا حريصين على تشجيع أطفالهم على التنافس الإيجابي، لينشؤوا عليها، ولكي يعتادوا على الخوض في درب العمل والاجتهاد، كما ورد في هذا البرنامج أن الطفل في سنواته الأولى يمتلك الرغبة في الحصول على كل شيء يجده أمام ناظريه، وقد يستخدم أساليب البكاء والصراخ من أجل تحقيق مراده، وهنا يجب على الوالدين أن يستغلا إصرار الطفل للوصول إلى هدفه، وأن يبثا روح المنافسة الإيجابية في داخله، ويضيف هذا البرنامج أن من أهم وسائل غرس روح المنافسة في نفوس الأطفال، اللعب، الذي هو ميل طبيعي يسهم في نمو الطفل، ويمكّنه من اكتساب العادات والمهارات الحسنة من خلال التقليد والمحاكاة، فالتنافس الإيجابي الذي ينشأ عادةً بين الأطفال في أثناء اللعب، هو الأمر الذي يؤدي إلى توطيد العلاقات فيما بينهم لِما فيه من قدرة على تعزيز روح الحب والتعاون وتهدئة الخلافات، ويشير البرنامج أيضاً إلى أن الألعاب المشتركة الجماعية، من شأنها أن تعلّم الطفل كيف يفوز بحق، وكيف يخسر دون أن يشعر بالخيبة، فمن خلال اللعب يصبح الطفل ممتلكاً لبعض الصفات الجيدة كالمرونة والتعاون والنشاط والشعور بالمسؤولية، وأخيراً يؤكد البرنامج ضرورة قيام الآباء بالتحفيز المعنوي للطفل، حتى يصبر ويتحمل المنافسة إن كانت شديدة، وفي حال فشل الطفل في الوصول إلى الفوز، ينبغي الابتعاد عن توبيخه، أو اتهامه بالفشل، حتى لا تتحول المنافسة لديه إلى الأنانية، وحب التملّك، وحتى لا تنمو لديه روح الانتقام من كل من يسبقه ويفوز عليه.
د. رفيف هلال