بلاد و عباد.. شجــرة.. ومفرقعــــات!

رقــم العــدد 9496
الثلاثاء 24 كانون الأول 2019

 

من أين ستتدبّر أمورك لسهرة رأس السنة، وكيف ستؤمن ثمن بطاقة (يانصيب) وقد تجاوزت الـ (3) آلاف ليرة، وهل بإمكانك أن تكون خارج الزمن وأولادك يحدّقون بك من كلّ حدب وصوب؟
غالباً ما نبسّط الإجابات، ونقنع أنفسنا (ولا نقتنع) أن اليوم الأخير في كلّ سنة مثله مثل أي يوم سبقه، لكن نعلم في قرارة أنفسنا أننا لا نقول هذا الكلام إلا عجزاً عن الإيفاء بـ (مستحقاته)، أو بتعبير أدقّ عن (الدارج) في مثل هذا اليوم من السنة..
أعرف كثيرين، يجهّزون فروج الشهر الأخير من السنة باكراً، ويجمّدونه في البرّاد بانتظار هذا (الحدث الجلل)، يذهبون إلى الضيعة، ويعودون ببعض الخسّ والبقدونس والبندورة وما توفّر في مخازن الخير في قرانا، علّهم بذلك يوفّرون على أنفسهم بعض الأعباء المادية، وكلّ هذه التدابير جيدة و(تمشّي الحال)، ونقبل الشكوى، بل ونتعاطف معها (والحال من بعضه)، لكن ما يضعنا على قارعة التعجّب والدهشة، إنك إن سألت جاراً لك عن ثمن (المفرقعة) التي (طوشنا) بها ابنه، يقول بكل اعتزاز بالنفس بـ (خمسة آلاف ليرة)!
قبل قليل كدنا أن نقتسم (فروجنا) بيننا وبينك، وها أنت تنفخ الهواء في صدرك مغتراً وتقول إن المفرقعة بذلك المبلغ، وتبرر أنك لا تقدر على (زعل ابنك)!
هناك طقوس أخرى نحترمها كقيمة روحية ولكننا نستغرب أن نستسلم لها ولمن يستغلنا بها، ومنها شجرة عيد الميلاد وزينتها على سبيل المثال.. لا تنسوا أن تأتوا بشجرة الميلاد، ولكن بإمكانكم أن تجهزوها بأنفسكم وبـ 10% من أسعارها في السوق!
بكلّ الأحوال، أعياد ميلاد ورأس سنة مجيدة نتمناها للجميع، ونتمنى أن تحمل معها الخير واليسر والفرح، وكل عام وسوريتنا بألف خير.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار