برعاية الرئيس الأسد.. احتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الكتاب العرب.. العطار: نريد لأدبنا أن يكون وطنياً وقومياً وتقدمياً وإنسانياً يغرس أنبل المفاهيم
دمشق- سانا
الأثنين 16/12/2019
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية اليوم الاحتفالية المركزية لاتحاد الكتاب العرب وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه.
وألقت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية كلمة استذكرت فيها يوم طلب منها القائد المؤسس حافظ الأسد وكانت وزيرة للثقافة الإشراف على إنجاز بناء مقر لاتحاد الكتاب بالسرعة الممكنة ليكون مكاناً للكتاب يساعدهم على أداء رسالة القلم وتوفير ما يحتاجونه من إمكانات وتحدثت عن سعادتها يومذاك بأن يفكر رئيس البلاد رغم مشاغله ببناء صرح ثقافي للكتاب يعينهم على نشر إبداعاتهم ويكون لهم بيتا يلتقون فيه ويرسمون أهدافهم المتمثلة بالقيم الفكرية والإبداعية والنضالية ويعملون بدأب على تحقيقها لتشكل قناعة وجدانية والتزاما ضميريا يعيد إلى دمشق مركزها الفكري الإشعاعي وإلى سورية مكانتها العلمية والأدبية والكفاحية.
وقالت نائب رئيس الجمهورية: “كنت أرى وما زلت أن الكتاب هم الطليعة وينبغي أن يصنعوا كفاحا بالأدب وسعيا لتمهيد للمد الآتي بالتنوير والنهضة الفكرية العقلانية التي هي مهاد لكل ما يحقق الارتقاء والنهوض ورسم معالم المستقبل الأمثل وكذلك بالإيمان الصادق بقضايا أمتهم وبالرسالة التي يحملونها والسعي الدؤوب لإعلاء شأن الوطن والأمة والتمسك بالقضايا المصيرية التي علينا جميعا أن ننصرها بضمائرنا وقلوبنا وعقولنا”.
وأضافت العطار: “إننا نريد لأدبنا أن يغرس أنبل المفاهيم وأن يكون وطنيا وقوميا وتقدميا وإنسانيا دائما متطلعا في توجهاته إلى تحقيق النقلة النوعية التي تدفع بالمجتمع إلى الأمام والأمة إلى مزيد من الصمود في وجه التشتيت والتجزئة والانفصام عن تاريخها وعروبتها”.
وذكرت نائب رئيس الجمهورية بدور الشعر في زمننا الماضي وتصديه لاتفاقية سايكس بيكو حيث انطلق من الشرق إلى الغرب ومن الخليج إلى المحيط وحفظته الأجيال عبر مراحل المحن التي أنزلها الاستعمار على أرضنا منوهة بما نظمه الشعراء أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وبدوي الجبل وبشارة الخوري وسليمان العيسى وما كان له من دور كبير في إيقاظ المشاعر وتحدي قوى البغي والعدوان.
وأكدت الدكتورة العطار أن شعبنا عرف الكثير من الغزاة جاؤوا وخرجوا لأن الأرض أرضنا ولأن الكفاح والبسالة من تقاليدنا التي نتحدى بها كل عدو يريد أن يحتل أرضنا وأن يطأ صدر وطننا إخلاصا لبلدنا وشهدائنا وأمتنا وكرامتنا منوهة بدفاع مقاتلي الجيش العربي السوري عن وطنهم وبشجاعتهم وتضحياتهم وبطولاتهم وصمودهم في وجه كل عدوان مشددة على أن هؤلاء يؤمنون بأن النضال هو السبيل للنصر وأن الرد الشجاع اليوم على الغزو الإجرامي الأردوغاني هو طريق التحرير وقالت: لقد غرسوا أقدامهم في جبهات القتال وقالوا لا تراجع ولا نكوص فها هنا الموت أو النصر.
وتوجهت نائب رئيس الجمهورية لأبطال جيشنا الميامين بأن الشعب من ورائكم وهو معكم يأبى الاستسلام مهما طال النضال حتى تتحرر أرض الوطن من الرجس التركي العثماني المعادي كما تحررت من الإرهاب الإجرامي الذي زرعوه على أرضنا خنجرا عثمانيا مقبضه أسود بأياد آثمة ملطخة بالدم وفتنة على اسم الدين بتمويل من الأعداء وبعض أبناء عروبتنا واهمين أنهم سيدمرون الوطن بهجماتهم المسعورة ويزرعون الفرقة بين أبنائه.
وأكدت الدكتورة العطار أنه رغم جميع المؤامرات والافتراءات وتكاتف العدوان وأصناف التمويل والتسليح والترهيب وتواصل الخيانات فإن وحدة سورية الشعب هي وحدة وطنية راسخة قوية وكذلك عزيمة جيشنا وشعبنا قائمة على صخر وعلى كفاح عنيد مهما أطلقوا عليها من الخارج والداخل.
وشددت الدكتورة العطار على أن العالم يعرف اليوم أن سورية أمنع من أن يوهنها عدو وأعز من أن تطولها مكائد التهديدات الأمريكية أو الإسرائيلية أو الإرهابية أو محاولات الحاكم المجرم العميل على مشارف حدودنا في الشمال “أردوغان” بفكره الذي يحمل تراثا عثمانيا رثا تحررنا من جرائمه منذ زمن بعيد ولن نسمح له مهما ارتكب وإرهابيوه الذين جندهم ليكونوا سلاحه في القتل والذبح والنهب والسلب أن يقتحم حدودنا ويكون جزءا من الترسانة العدوانية على أرضنا.
وأضافت الدكتورة العطار أن الرئيس الأسد كان أقوى من كيدهم وكان يدرك وهو يقود معاركنا مع الإرهاب ومختلف أشكال الفتن والمؤامرات وآخرها العدوان الآثم الأردوغاني أنه ما زال علينا أن نقدم مزيدا من التضحيات وأن نواجه مزيدا من المصاعب فسورية لن تستسلم وجيشها الباسل لن يرضخ مهما غلا الثمن.
وخاطبت نائب رئيس الجمهورية الكتاب بالقول “إن كلماتكم النيرة هي التي تمنح الرؤية الصحيحة للناس وهي التي تعطي لأدبكم النسغ المحيي الذي يعيد للنفوس بلهبه المتوهج الجذوة التي ينبغي ألا تنطفئ في الصدور أبدا وأن تظل وجوهكم مشرقة كريمة لا تقبل الزيف وأن يظل قلبكم عامرا بالإيمان والخير والمحبة والتآخي وأن يكون كفاحكم للجمع لا للتفريق وهذه السمات كلها عنوان شعبنا منذ وجد”.
وتوجهت الدكتورة العطار بالتحية والشكر للرئيس الأسد باسمها وباسم المشاركين في الاحتفالية مقدرة ثوابته المبدئية وبسالته الفريدة وإيمانه الواثق بشعبه وجيشه وحرصه على أن يكون موقفنا وفي أحلك الظروف هو الموقف الشجاع الصامد وأن يتعزز ارتباطنا بقضايانا ويستقوي انتماؤنا لوطننا وعروبتنا وأمتنا وفلسطيننا ونحن نمضي في الشوط إلى نهايته.
وتابعت: لقد حمل الرئيس الأسد مشعل الكفاح ريادة وإقداما بيد كما حمل أيضا مشعل الفكر تنويرا وإبداعا ورعاية للثقافة والمثقفين بيد مؤكدة أن رعايته اليوم لاحتفالية اتحاد الكتاب بذكرى تأسيسه الخمسين شاهد على ذلك.
وعرض خلال الاحتفالية فيلم وثائقي تضمن بدايات تأسيس اتحاد الكتاب العرب إلى الآن والاجتماعات التي عقدت بهذا الشأن مستعرضا الأدباء الذي قاموا بتأسيسه كالأديبين سليمان الخش وصدقي اسماعيل والشاعر سليمان العيسى وغيرهم إضافة إلى الجمعيات الأدبية المنضوية إلى الاتحاد والصحف والدوريات الصادرة عنه وقراءات شعرية تخص دمشق بين مفاصل الفيلم.
وألقى رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الدكتور شريف الشوباشي كلمة قال فيها: “نحن نمثل خمسة وأربعين اتحادا ورابطة جئنا لنتضامن مع الشعب السوري الصامد الذي وقف في وجه الإرهاب الأسود وقوى الظلام بشكل مدهش ورفض التطرف والخنوع وهذا ليس غريبا عليه لأنه صاحب تاريخ نضالي عبر الزمن وهو الآن مع جيشه وقيادته يعبر عن نصره الكبير”.
وأضاف الشوباشي: “اتحاد الكتاب في سورية ذو تاريخ حافل ويمثل ضمير الأمة أمام كل القضايا وخاصة قضية فلسطين وهو يقاوم اليوم بالفكر والإيمان بالوطن الفكر الإرهابي التكفيري والغزو الثقافي” لافتا إلى أن كل المثقفين الذين يناصرون القضايا الإنسانية مع اتحاد كتاب سورية في موقفه من المقاومة.
بدوره الأمين العام لاتحاد كتاب فلسطين مراد السوداني أشار في كلمة الوفود المشاركة إلى أن دمشق والقدس تشكلان ثقافة واحدة تدل على مواجهة محاولات التفكيك والهيمنة الأمريكية والصهيونية والرجعية مؤكدا أن الكتاب الذين جاؤوا إلى سورية بهدف المشاركة في هذه الاحتفالية يعبرون عن وقوفهم مع هذا البلد أمام الإرهاب الذي يشكل خطرا على الأمة العربية بكاملها.
أما رئيس اتحاد الكتاب العرب مالك صقور فرأى في كلمته أن سورية الآن التي تشغل العالم بنصرها وتحتل شاشات العالم فيما تقدمه من صمود مبهر تقوم بواجبها الذي يحتم عليها التضامن مع قضايا الحق ولا سيما قضية فلسطين مشيرا إلى تزامن العيد الذهبي لتأسيس الاتحاد مع انتصارات الجيش العربي السوري المحتضن من شعبه وإلى دور الأدباء الأخلاقي والوطني في بناء ثقافة أطفالنا وتنوير شبابنا.
حضر الاحتفالية وزير الثقافة محمد الأحمد ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله وسفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي والسفير الإيراني في دمشق جواد ترك أبادي وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومدير عام مؤسسة القدس الدولية- فرع سورية الدكتور خلف المفتاح ومديرو مؤسسات ثقافية واعلامية وحشد من الكتاب والأدباء والمثقفين.