لا بديـــل عـــن تعديـــل المخطـــط التنظيمـــي.. طرطوس.. «3710» هكتارات تضيق بساكنيها!

العدد: 9488

الخميس: 12-12-2019

 

نقص 26.1 هكتاراً في مساحة المدارس

عدد السكان الحالي يفوق المتوقع عام 2020

ذوو الاحتياجات الخاصة غائبون عن المشهد

مازالت دراسة توسيع المخطط التنظيمي لمدينة طرطوس شمالاً وجنوباً وشرقاً لإيجاد مناطق توسع جديدة تراعى فيها الحاجة من الخدمات والمساحات الخضراء والمساحات السكنية استناداً على عدد السكان المستقبلي بالانتظار في وقت ضاقت فيه مدينة طرطوس على ساكنيها ووصلت فيها حدود المدينة الإدارية إلى أقصاها فيما بقيت جميع الرؤى والخطط القديمة للتحسين حبراً على ورق منها ما دعا للتوسع في المخطط التنظيمي بلا تبعات تؤدي للاستملاك ولنقل الخط الحديدي خارج المدينة مع الحفاظ على محطة للركاب حيث يصل حرم الخطوط الحديدية إلى 40 هكتاراً ضمن المدينة إضافة لاعتماد نظام الضواحي ضمن المخطط وإعادة تأهيل المدينة القديمة المهملة بذات الدراسات الجاهزة والملقاة في الأدراج منذ عشرات السنين وإنهاء ملفات الصرف الصحي وفصله عن المطري ومعالجة مكبات القمامة ووادي الهدة الذي لم يعد يكفي وبناء الجامعة أيضاً..
يتداخل موضوع التنظيم والعقارات بطريقة مباشرة مع موضوع ارتفاع الأسعار الجنوني وعجز المواطن عن اقتناء منزل في ظل الظروف الراهنة حيث يعاني أهالي المدينة من الرسوم والكلف العالية التي يتم دفعها لإكمال أي جزء من عقاراتهم الموجودة ضمن المخطط بدءاً من مصادقة مخططاتهم في نقابة المهندسين النقابة السورية الأغنى في سورية والتي تقص وتفرغ جيوب المواطنين بطريقة فجة وغير عادلة وبوقت تبدو فيه الحاجة ماسة للاستفادة من كل متر ضمن المخطط مع اعتراف المعنيين بضيق المخطط والحاجة للتوسع والمد الشاقولي وأمام عقبة المنزل الذي بات حلماً دون أية ضوابط إضافة لارتفاع الرسوم والضرائب والتحسينات المدفوعة من المواطن لكل من البلدية والمالية، الأمر الذي يتطلب من المعنيين مزيداً من المرونة والإيجابية والمسؤولية لضبط سوق العقارات قليلاً وتشجيع الطبقة المتوسطة للبقاء في المدينة وعدم دفعهم لبيع عقاراتهم فيها، أما الجانب الإنساني الاجتماعي والخلل الواضح في المدينة فيتمثل بعدم تأهيل أي جزء في المدينة لذوي الحاجات الخاصة (محاولات خجولة جرت في الماضي) حيث لا يقدر أي منهم الخروج من منزله لوحده لسوء حالة الطرق والأرصفة غير المناسبة للكراسي المدولبة وتمدد الأكشاك والبسطات على جميع الأرصفة مع عدم نسيان وضع ألعاب الأطفال الخطر وغير المناسب في الحدائق إضافة لعدم وجود أي دور في المحافظة لرعاية الأيتام أو المسنين أو المشردين وتأهيل ذوي الحاجات الخاصة، فلا يمكن رفع سوية أو قيمة أي مدينة بإغفال أهمية الجوانب الإنسانية فيها.

مقترحات البلدية
دعت البلدية في الدراسة التي أعدتها في ورشة عمل تخطيطية أقيمت منذ أشهر إلى دراسة توسيع الحدود الإدارية للمدينة وضم أجزاء من قرى أو بلديات مجاورة بحيث يتم التوسع جنوباً حتى الحدود الإدارية الحالية لبلدية عين الزرقا بما فيها قرية الهيشة و شمالاً حتى الحدود الشمالية لمعمل الإسمنت بحيث يتم الاستفادة تنظيمياً من أرضه البالغة مساحتها 294 هكتاراً بعد الانتهاء من استثماره، وسياحياً من الشاطئ المقابل له غرباً وشرقاً ليشمل أجزاء من الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد وبيت كمونة مع إعادة دراسة الجزء الجنوبي من التوسع كمركز تجاري اقتصادي وحل مشاكل التقاطعات المروية ضمن المدينة وإنشاء عقد مرورية بعدة مستويات وربط المدينة بالأوتوستراد الدولي عن طريق إحداث جسور جديدة وخاصة في مناطق التوسع وذلك لتسهيل الحركة المرورية، وفيما يتوقع المعنيون أن يكون قد انتهى ملف الواجهة الشرقية للكورنيش البحري بعد الحل الأخير هذا العام يبقى ملف العشوائيات بانتظار الحل إضافة لتحديات جديدة من وضع الطرقات السيء ضمن المدينة والمحافظة بشكل عام والتي اهترأت في السنوات الأخيرة إلى الأرصفة المتهالكة والمشوهة والواقع المروري المزري حيث تبين أن مجلس المدينة لم يقم منذ ما يقارب الـ١٠ سنوات تقريباً بأية تحسينات على الإكساء الزفتي للطرق وذلك نتيجة الأزمة وضغط الوافدين، مما أرهق البنية التحتية للمدينة ما يتطلب تقديم الدعم الكامل المادي لورشات الصيانة بالمعدات اللازمة (قشاطة زفت، مدادة، مداحل جديدة، بوبكات، حفارة صغيرة، مجبل إسفلتي صغير) بالإضافة إلى ضرورة تطبيق الدراسة المرورية في مجلس مدينة طرطوس والتي تبلغ قيمتها نحو ١٥٠ مليون ليرة سورية (إشارات مرور، شاخصات …) كما أنه من المتوجب تطوير نظام الإنارة في المدينة بشكل عام إلى خلايا ضوئية عملاً مع التوجهات الحكومية من أجل ترشيد الطاقة.
بين الماضي والحاضر
صدر أول مخطط تنظيمي لطرطوس في عام 1946 بمرسوم وكان المخطط بمساحة 170 هكتاراً، تبعته 10 قرارات وزارية زادت في هذا المخطط ليصل لمساحة 3710 هكتارات مع آخر قرار وزاري معدل لهذا المخطط بعام 2008 أما مدينة طرطوس فمقسمة إدارياً إلى 17 حياً سكنياً فرضته شبكة الطرق القائمة والمقترحة والمزايا الطبيعية للمدينة الأمر الذي شكل الأساس لتقسيم المناطق التخطيطية التي تتلاحم مع مركز المدينة الرئيسي الذي يتألف من مجموعة متكاملة مندمجة عضوياً من مؤسسات وإدارات وهيئات عامة وخدمات، فيما يقارب عدد السكان الفعلي لمدينة طرطوس حالياً نحو 275 ألف نسمة وهو ما يفوق عدد السكان المتوقع عام 2020 وفق البرنامج التخطيطي لها.
تقع منطقة المخالفات الجماعية في منطقة التوسع الجنوبي لمدينة طرطوس الذي تبلغ مساحته (600) هكتار ويقسم إلى قسمين الأولى منطقة المخالفات الجماعية بمساحة (400) هكتار تنتشر فيها الأبنية المخالفة التي تفتقر لمتطلبات السلامة الإنشائية والجودة المعمارية كأحياء الرادار ووادي الشاطر ورأس الشغري، والثانية منطقة توسع بمساحة (200) هكتار حيث تطــل هذه المنطقة على منطقة التنظيم السياحي الواقعة غربها مباشرة وتبعد عن شاطئ البحر بمسافة لا تتجاوز (600) م ويعتبر موقعها من أجمل المواقع في مدينة طرطوس ويحدها من الغرب الطريق الدولي إلى لبنان الذي يفصل المنطقة السياحية عنها ومن الشرق أوتوستراد حمص- اللاذقية ومن الشمال طريق صافيتا بعرض (50) م وتبلغ مساحتها التقريبية (396) هكتاراً، وقد تم إصدار المخطط التنظيمي لمناطق التوسع بالقرار الوزاري رقم 1101/ق تاريخ 2006/4/30 فيما تم إصدار ومصادقة المخطط التنظيمي لمناطق المخالفات الجماعية في توسع المخطط التنظيمي لمدينة طرطوس في أحياء (الرادار، وادي الشاطر، رأس الشغري، حي الزهراء…) بموجب القرار الوزاري رقم /1654/ق تاريخ 9/7/2008
ضيق الواقع الحالي
طبعاً زادت الأزمة من الكثافة السكانية في مدينة طرطوس بشكل غير متوقع فيما كان يلاحظ سابقاً التزايد الكبير والسريع في عدد سكان المدينة بعد عام 2005 حسبما تشير إحصاءات مدينة طرطوس بسبب تزايد الهجرة من الريف إلى المدينة وتزايد أهمية المدينة خاصة بعد السماح للقطاع الخاص بالمشاركة بعملية البناء والتعمير بعد صدور القانون 26 لعام 2000 في حين تبلغ مساحة المخطط التنظيمي المخصصة للسكن (متضمناً مساحة المناطق السكنية والحدائق والطرق والمدارس والخدمات الأخرى) حوالي 2000 هكتار، وتشكل البلوكات السكنية حوالي 40% من المساحة المخصصة للسكن وبالتالي مساحة المقاسم السكنية حوالي 800 هكتار، وبما أن الكثافة السكانية الصافية للمدينة بموجب البرنامج التخطيطي تبلغ (434 نسمة/ هكتار) فإن المخطط التنظيمي الحالي قادر على استيعاب 347200 نسمة وبالنسبة للمدارس تبلغ المساحة المخصصة للمدارس ضمن المخطط التنظيمي 41.5 هكتاراً وهي تشكل 2.1% من مساحة المخطط، وباعتماد نسبة عدد طلاب المدارس بحسب الهرم السكاني لمحافظة طرطوس تتوزع إلى 12% من عدد السكان للتعليم الأساسي و5% للتعليم الثانوي والفني وبالتالي عدد الطلاب هو 59024 طالباً تتوزع على 41664 طالب تعليم أساسي و17360طالب تعليم ثانوي ومهني وبحسب المساحة المطلوبة لكل طالب فإن المخطط التنظيمي الحالي يحتاج إلى 67,6هكتاراً لإشادة المدارس، وبالتالي فإن المخطط التنظيمي الحالي يعاني من نقص في مساحة الأراضي المخصصة لإشادة المدارس العامة بمقدار 26.1 هكتاراً.
ولتغطية هذا النقص ترى البلدية أنه يجب اتباع استراتيجيات من خلال إجراء تعديل الصفة التنظيمية لبعض المواقع وتغطية قسم آخر عند توسيع التنظيم سيما في المنطقة الواقعة بين الجامعة والمشفى العسكري والتي تشكل امتداداً طبيعياً للمخطط التنظيمي وهنا لا نغفل قيام التعليم الخاص بتغطية جزء من النقص علماً أن المساحة المطلوبة لكل طالب وفق الأسس المعتمدة من وزارة التربية للتعليم الخاص هي 4 م2 لكل طالب وهي أقل من نصف المساحة المطلوبة تخطيطياً بالنسبة للتعليم الأساسي البالغ 10 م2 للطالب.
المناطق الخضراء والحدائق
تآكل الغطاء الأخضر عبر السنين والمد العمراني في طرطوس وحالياً تبلغ المساحة المخصصة للحدائق ضمن المخطط التنظيمي للمدينة 220.8 هكتاراً إضافة إلى 27 هكتاراً أشرطة خضراء وهي تشكل نسبة 11% من مساحة المخطط وبحسب المعايير التخطيطية فإن كل 1000 نسمة يحتاج إلى 2000 م2 حدائق وبما أن المخطط التنظيمي الحالي يستوعب 347200 نسمة تكون المساحة المطلوبة هي حوالي 69.5 هكتاراً..

رنا الحمدان
رياض علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار