بــــلاد وعبـــاد…كونـــوا معنـــا؟

العدد 9483

5-12-2019

يظن أغلب الناس أن الأحداث والفوضى في لبنان محركها الرئيس مطالب شعبية وإصلاحية وخدمية، ولكن بنظرة بسيطة وبلا تعمّق متعمق تتأكد لنا دلالات ما جرى ويجري في لبنان والساحة العربية عموماً هو اصطياد عدة عصافير بحجر واحدة، ومن نتائجها تشديد الحصار على الاقتصادين السوري واللبناني وخنق المواطنين في كلا البلدين بحبل الغلاء الفاحش الذي تجلّى بأعلى صوره خلال الأسابيع الأخيرة، بارتفاع أسعار كلّ السلع الغذائية وغير الغذائية في السوق السورية واختفاء بعض السلع من السوق اللبنانية.
أمريكا وإسرائيل تُهللّان لكلّ أمر يزيد الخناق على سورية وتشديد العقوبة على الشعب السوري بهدف خبيث هو خلق حالة من العداء بين الحكومة والشعب، وهذا ليس سراً فقد أعلن مسؤولون أمريكيون بالأمس أنّ العقوبات الأمريكية الجائرة المفروضة من طرف واحد على سورية أثمرت عن تدنّي مستوى الليرة مقابل العملات الصعبة وبخاصة الدولار.
الوحيدون الذين لم يفهموا اللعبة والعقوبة هم حفنة من التجار لا همّ لهم الاّ الربح على حساب المواطن الفقير والوطن، اليوم هبط الدولار ولم نسمع عن هبوط أسعار أيّ من السلع التي غالوا في رفع أسعارها لأنهم من يتحكم في استيرادها وإمداد السوق المحلية بها حسب الأسعار التي تناسب جشعهم وفجورهم.
نتمنى على التجار عدم الانجرار خلف المساعي الغربية والصهيونية الرامية لخنق المواطن والوطن وخلق حالة من عدم الاستقرار والمواجهة بين الحكومة والشعب كي يتحقق ما عجزوا عنه بالحرب، ونتمنى منهم المساهمة بإيجابية في استقرار الأسعار في الأسواق المحلية وتفويت الفرصة على من يطمح ويعمل على إركاع سورية عن صمودها وتضحيات شعبها وجيشها الباسل ودماء شهدائها، بالمحصلة التاجر يجب ألا ينسى أنه مواطن أيضاً ويستهلك سلعاً قد لا يكون هو مستوردها أو منتجها، فاستقرار الأسعار يجب أن يعمل من أجله وليس العكس، فكونوا معنا وليس علينا.

منير حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار