القطـــع الجائـــر للأشـــجار.. مـــن يتصـــدّى لــــه؟

العدد 9482

 الأربعاء 4-12-2019

 

 

تعد الغابات من أشكال التضاريس على سطح الأرض فهي تغطي مساحات واسعة من اليابسة وهي مكون مهم من مكونات البيئة لما تلعبه من دور في الحفاظ على التوازن البيئي وفائدتها في حياة الإنسان والنبات والحيوان في إنتاج الأوكسجين وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون ومحاربة انجراف التربة والحفاظ على الأمطار وتعمل على تطهير الهواء وتقليل الحرارة وامتصاص الملوثات.
ولكن مع تطور حياة الإنسان فإنه اعتدى على هذه الغابات لتلبية رغباته وأصبحت مشكلة عالمية تتزايد يوماً بعد يوم.
فقد كشفت دراسة حديثة أن البشر يشكلون أكبر خطر على عدد الأشجار التي تغطي سطح الكرة الأرضية وحسب الدراسة التي كشفت التقدير الأشمل على الإطلاق لأعداد الأشجار على مستوى العالم عبر استخدام صور عبر الأقمار الصناعية واحتساب الكثافة التقديرية لعدد الأشجار في أكثر من 400 ألف موقع في أنحاء العالم.
وقال توماس كراوثر عالم البيئة في جامعة يال الذي قاد الدراسة المنشورة في دورته ((نيتشر)): إن عدد الأشجار انخفض بنسبة 46 % عما كان عليه مع بداية الحضارة الإنسانية وفي كل عام هناك خسارة إجمالية لنحو 15 مليار شجرة وخسارة صافية لعشرة مليار شجرة وقال: إن عدد الأشجار اليوم أقل من عددها خلال أي مرحلة منذ بداية الحضارة الإنسانية وهذا الرقم ينخفض بمعدل مقلق.
فقد أدى القطع الجائر للأشجار إلى تدهور الغابات في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا إلى تدهور بيئة هذه المناطق وتوجهها نحو الجفاف ويبدو ذلك جلياً في المناطق الداخلية في سورية ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وتونس والسودان حيث يلاحظ الجفاف بصورة أكثر وضوحاً على النبات الطبيعي والمحاصيل الزراعية وعلى حياة الإنسان.
قد لا يدرك الإنسان ما تقترفه يداه من قطع وحرق الأشجار بشكل غير قانوني في الغابات دون الاهتمام بالأضرار البيئية الناتجة عن قطع الأشجار واستغلال الخشب أو الفحم بهدف المتاجرة وجمع الأموال.
وأخيراً يجب المحافظة على الغابات والحماية من التقطيع ومن الرعي الجائر وعلى الدولة أن تضع القوانين التي تجرّم كلّ من تثبت مسؤوليته في إيذاء وإضرار الغابات وأشجارها والعمل على نشر الوعي البيئي بين مختلف أفراد المجتمع.

منى الخطيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار