بــــلاد وعبـــاد.. يوميــــــات موظـــــف

العـــــدد 9481

الثلاثـــــــاء 3 كانون الأول 2019

من لحظة خروجك الصباحية من منزلك تبدأ بتفقد حوائج الناس وكأنك مسؤول عن اللحظات التي يعيشها شعبنا الصامد أمام غلاء الأسعار فقلما تحدثت إلى أحد إلا ليستوقفك مطولاً ليشرح لك حاله وما آلت إليه الجيوب المثقوبة، تصمت ليكون جوابك لا حول ولا قوة إلا بالله، تيمم وجهك صوب الصراف الآلي لترى الناس يتسابقون حتى يظهر الصراف داخل الخدمة ،بعضهم قضى ساعاته الأولى في صباحه الباكر علّه يسابق موظفاً مسؤولاً عن تشغيله، ويا حسرتاه من يصل إلى دوره ليعلن الصراف انتهاء خدمته، لا تنافسية في الأسعار لم يبق من سعر الجملة إلا الآرمة التي كُتب عليها البيع بالجملة، تقنين في كل شيء ابتداء بالكهرباء وانتهاء بالسكر إذ قال لي أحدهم لقد أضحت حلوياتنا بلا سكر وخبزنا من دون ملح، تجاعيد باتت تروي ألف حكاية يومية عن بؤس طبقة كنا نعتقدها متوسطة، على الضفة الأخرى يخال إليك أنك من كوكب ثان وكأن الفقير يزداد فقراً والغني يزداد غنى تستغرب حالهم أولئك الذين يزدادون غنى، أحاديثهم، اجتماعاتهم، مطاعمهم، ترفهم وبطرهم، وكأن تسع سنين عجاف لم تمر عليهم، هكذا هي أحوالنا وحالنا وكلام ألف حكاية يومية لا ينتهي.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار