الأنفـــــاق .. للمشــاة أم لمبيــت المشرديــن وقضـــاء الحاجـــات؟

رقــم العــدد 9476

الموافـق 26 تشرين الثــاني 2019

 

روائح المكان النتنة تدفعك للتساؤل عن مصدرها والتساؤل بنفس الوقت هل نحن أمام نفق للمشاة أم نفق مكشوف للصرف الصحي ونفايات العابرين.
هذا هو حال نفق المشاة في دوار هارون وقد دفعنا الفضول لمعرفة الحقيقة والوقوف على الواقع، لم نستطع أن ننزل السلم أكثر من درجتين حتى كدنا نختنق من الروائح المنبعثة من المكان ومع ذلك حبسنا أنفاسنا قليلاً لنرى العجائب التي تدفع لتساؤلات كبيرة فالنفق ليس أكثر من مكان لقضاء الحاجات ولمبيت المشردين وأكوام النفايات والمخلفات.
ولا يكاد يعبره أحد، فهل صرفت الملايين لأجل هدف كهذا، الصورة تنسحب على نفق اليمن ولكن المال العام مهدور هناك أكثر، حيث ما يزيد عن (40) محلاً تجارياً مغلقاً لم تستثمر ولا ندري إن كانت طرحت للاستثمار أصلاً.
ما يقود أيضاً للسؤال عن الدوافع لإشادة محلات في نفق نعرف مسبقاً أنها لن تثير شهية المستثمرين.
فمن المسؤول عن هذا التقصير كله؟ أليس من المعيب أن تتحول الأنفاق العامة بعد كل ما تحملت الدولة لإنشائها إلى دورات للمياه؟ للوقوف على هذا الواقع التقينا بعض المواطنين.
* علي أسعد (طالب جامعي): نفق دوار هارون تحول إلى مرحاض يقضي فيه أصحاب الضمائر المعدومة حاجاتهم فيه وهو غير صالح لعبور المشاة أبداً، حتى الحيوانات تقرف من عبوره.
* سمر محمود (أحد قاطني منطقة دوار هارون) عبرت عن استيائها جراء الحالة المقرفة التي وصلت إليها حالة النفق، وقالت: فوق كل هذا الواقع المأساوي للنفق جراء تراكم الأوساخ وانتشار الحشرات والبعوض وانبعاث الروائح الكريهة يضاف لذلك غياب الإنارة التي تزيد الطين بلة.
وطالبت أم أحمد القائمين في مجلس مدينة اللاذقية إيجاد حلول إسعافية لإنقاذ نفق المشاة في دوار هارون وأشارت إلى أن النفق يسبب القلق لقاطني هذه المنطقة فهو ملجأ للمتشردين وأصحاب السوابق ناهيك عن كونه أشبه بمكب للقمامة وشاركتها حكيمة درويش مطلبها وأضافت: أطالب أيضاً بوضع كاميرا ترصد حركة عابري هذا النفق وإنزال العقوبة لكل من تسول له نفسه العبث بالمرافق العامة كما تساءل أحد المواطنين عن سبب إهمال الأنفاق في ساحة اليمن والتي تسهل حركة عبور المشاة بدل قطع الشوارع عشوائياً وأضاف مستغرباً: كيف يهمل مشروع حيوي كهذا.
* عبدالله شيحا أكد أن مشروع ساحة اليمن شكل عند تأسيسه واجهة جمالية ولكن إهماله وترك الأنفاق فيه متروكة لتكون مكباً للقمامة الأمر الذي شوه هذا المشروع الحضاري.
كما طالب عدد من أهالي المنطقة في ساحة اليمن بضرورة إحياء هذه الأنفاق من خلال عرضها للاستثمار مما سيسهم في تشغيل اليد العاملة في (40) محلاً تجارياً تضمها الأنفاق وفي معرض رده عن تساؤلاتنا حول الوضع المزري للأنفاق أجاب د. نبيل أبو كف (رئيس مجلس بلدية اللاذقية) قائلاً: طلبت من عضو المكتب التنفيذي المختص إجراء دراسة حول وضع المحلات التجارية ضمن الأنفاق وعلى ضوئها سننشر إعلاناً ونعرض هذه المحلات على المستثمرين وأضاف: وجهنا المكتب المختص بالنظافة لمتابعة واقع هذه الأنفاق ومتابعة ترحيل النفايات.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار