افتتاح مهرجان فناني اللاذقية المسرحي.. تكريمــات ومســرحية «هدنــة» أولى العـــروض

رقــم العــدد 9456
الإثنـــــين 28 تشرين الأول 2019

افتتح مهرجان نقابة الفنانين المسرحي السابع في اللاذقية، الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة ممثلة بالأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة وقد غصّت قاعة المسرح القومي في اللاذقية بالحضور الذي ضم أمين فرع الحزب في اللاذقية د. محمد شريتح، ومحافظ اللاذقية السيد اللواء إبراهيم خضر السالم، ومدير المسارح والموسيقا الأستاذ عماد جلول ونقيب الفنانين الأستاذ زهير رمضان وعضو قيادة فرع الحزب مصطفى مثبوت ولفيف من الحضور والمهتمين والإعلاميين.
بدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء الطاهرة، ومن ثم انتشى الحضور بلحن النشيد العربي السوري.
وكانت شارة افتتاح المهرجان بكلمة مرتجلة لنقيب الفنانين الأستاذ زهير رمضان الذي قال: يسعدني باسم وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد أن أتقدم بالشكر لمحافظة اللاذقية المعطاءة والسباقة في احتضان الفعالية.
اللاذقية –أم سورية- التي احتضنت كل أبناء الوطن وكانت أم الشهداء لكثرة ما سفح من دم أبنائها الطاهر في كل بقعة من هذا الوطن الغالي، وباسم وزير الثقافة أُعلن افتتاح هذا المهرجان.
وبعد إعلان الافتتاح تم تكريم عدد من الشخصيات التي تم تعريف الحضور بنجاحاتها المهنية الفنية من خلال شاشة إسقاط بتقارير فيلمية لا تتجاوز مدتها الدقيقة، أما المكرّمون فهم: الأستاذ حيدر جلوخان مدير عام أقنية كربلاء العراقية، الأستاذ حسنين الهاني مدير مهرجان النهج السينمائي في العراق.
عادل حموي: عضو بنقابة الفنانين السوريين وعازف أوكورديون، بدأ مسيرته الفنية منذ عام 1974 وتدرب بإشراف الأستاذ زياد عجان، شارك بحفلات في دبي وسلطنة عمان، وهولندا وقبرص، وعزف مع كبار الفنانين كجورج وسوف وجوزيف صقر وغيرهم كما كتب ولحن العديد من الأغاني وأحرز جوائز عدة.
جهاد حبيب: عضو متقاعد بنقابة الفنانين السوريين وهو مصور تلفزيوني وسينمائي عمل مخرجاً للأفلام الوثائقية، ومشرفاً فنياً في التلفزيون، من أعماله فيلم (نجوم النهار)، (حتى الرجل الأخير)، (البحر جبهتنا الغربية)، إضافة لأفلام تتعلق بالجيش والقوات المسلحة، وزعت على مستوى الوطن العربي.
أيضاً تم تقديم درع المهرجان التذكاري للأستاذ عماد جلول مدير المسارح والموسيقا كعربون شكر، كونه الشريك الدائم للمهرجان، وبعد انتهاء فعاليات التكريم بدأ عرض العمل المسرحي (هدنة) وهو من تأليف المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي سينوغرافيا وإخراج هاشم غزال، وتمثيل مصطفى جانودي، وفاء غزال، صوت مهدي زربا، إضاءة قيس زريقة، تعاون فني رغداء جديد، إدارة منصة كمال فضة.
تعرض المسرحية انعكاس الحرب السورية على الناس من خلال نموذج لزوجين العروس بفستانها الأبيض والعريس الأنيق يتعرضان يوم زفافهما وفرحة عمرهما للقصف والنيران والقذائف، التي تخرب عليهما الفرحة وتشوّه كل معالم البهجة بيومهما الذهبي، ليجدا نفسيهما هاربين من القصف ومتواجدين في مكان ما لا ينتميان إليه مختبأين.
وفي مشهدية وحيدة بطلها الزوج مصطفى جانودي وبطلتها وفاء غزال الزوجة تدور حوارات كثيرة خلال فترات هدنة يقترحها تارة الزوجة الخائفة من عبء ليلة العرس، وتارة الزوج الذي يتحايل بشتى الوسائل على الزوجة ليحصل على مبتغاه ويؤكد رجولته، وتبدأ المشاكسات والشجارات وتطول المناكفات التي تلقي الضوء على كثير من العادات والتقاليد الاجتماعية البالية التي تقيد الإنسان أكان رجلاً أم إمرأة، ويشطح الزوجان بعيدين في سيناريوهات افتراضية خيالية دوافعها كثيرة أبرزها الخوف من المستقبل في ظل ظروف الحرب التي يعيشانها والتي قتلت كل إحساس جميل داخل روح الإنسان السوري عامة وجيل الشباب، والزوجين كمثال خاصة.
وتصل مواصيل الزوجين لأن يتخيلا معاً طريقة موت أبنائهم الافتراضيين.
صيغ النص بطريقة ذكية، جريئة، وفكاهية أضفت جواً من الضحك على الحضور ويترك العمل للمتلقي آفاقاً وتكهنات على نهايات مفتوحة ليضع كل متلقٍ النهاية التي يراها أو يحبها هو ،إلا أن رسالة هامة يطرحها العمل أن رغم كل بشاعة الحرب والآثار البشعة التي تركتها على البشر والحجر، إلا أنها لم تستطع أن تكسر إرادة الأمل والحب والحياة عند الإنسان السوري، ورغم كل الدموع والألم والمرارة والدمار لا بد لإرادة الحياة والحق أن تنتصر.

مهى الشريقي – هشام مرزوق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار