الوحدة – سنان سوادي
تصوير – ثائر زيدان
انطلاقاً من دورها الإنساني والأخلاقي، وإيماناً منها بأن أصحاب الإعاقة هم أصحاب الهمم، تواصل جمعية “رعاية المكفوفين” باللاذقية، التي تأسست عام 2009، تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمكفوفين، ودعمهم وتمكينهم، وتنمية قدراتهم، ورعاية مواهبهم، ليكونوا شركاء فاعلين في تنمية المجتمع وتقدمه.
رئيس مجلس إدارة الجمعية أيمن كوسا قال لـ”الوحدة”: يبلغ عدد أعضاء الجمعية أكثر من 350 كفيفاً، وهي الجمعية الوحيدة في محافظة اللاذقية وريفها التي تعنى بشؤون المكفوفين وضعاف البصر.
أهداف الجمعية
أشار كوسا إلى أن الجمعية تهدف إلى دعم وتمكين المكفوفين وضمان حقوقهم ومصالحهم، وتأمين التعليم المجاني لهم في كافة المراحل التعليمية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، ودمج بعض الأطفال المكفوفين في المدارس العامة بالتنسيق والتعاون مع مديرية التربية، وتقديم دورات تدريبية (تعليمية ومهنية) لتنمية مهاراتهم وتوفير فرص عمل لهم، وتقديم مساعدات طبية وغذائية.
إنجازات ونجاحات
وأضاف كوسا التعليم لدينا مجاني بالكامل ولكافة المراحل الدراسية والمواصلات تدعمه منظمة اليونيسيف، وهذا العام حصل أربعة طلاب على شهادة التعليم الأساسي، وأربعة على شهادة الثانوية العامة، وتخرج خمسة من الجامعات بمعدلات جيدة، وهناك من يكمل دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه) في عدة اختصاصات، ولدينا فريق رياضي “كرة الهدف” وهي لعبة عالمية، يتم حالياً تدريب الفريق وتهيئته للمشاركة في المباريات،و حصل الفريق على الجائزة البرونزية على مستوى سوريا، وتقيم الجمعية دورات في صناعة القش والخيزران، وهناك من اتقن المهنة وأصبح منتج لها، بالإضافة لدورات في الحاسوب، وصناعة المحتوى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتركيب العطور، ودورات في الكروشيه والخياطة.
وأوضح كوسا أنه تم منح عصا بيضاء لكل كفيف، وتقديم دورات تدريبية لتعلم السير والحركة بها، وإقامة دورات للقراءة والكتابة بطريقة “برايل”، والتعلم على الحاسوب والإنترنت من خلال البرنامج الناطق، وتسجيل المناهج الدراسية بشكل صوتي لكافة المراحل التعليمية.
وأردف كوسا: نشارك في فعاليات ومعارض متعددة ومتنوعة، وعرض منتجات من الخيزران المصنوعة بأيدي المكفوفين، ونقوم بنشاطات ترفيهية وثقافية لمختلف الفئات العمرية من المكفوفين، ونعقد اجتماعات دورية مع أهالي المكفوفين لمناقشة أوضاع أبنائهم وحل المشاكل التي تواجههم.
غياب الدعم
وعن صعوبات التي تواجه عمل جمعية، بيّن كوسا أن الامكانيات المادية للجمعية محدودة، ولا يوجد مصادر تمويل، مما ينعكس سلباً على الخدمات والدعم الذي تقدمه الجمعية، متمنياً من الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية والمجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني دعم الجمعية لتكمل مسيرتها في مساعدة المكفوفين ليكونوا اشخاص فاعلين في مجتمعهم وناجحين في بيئتهم.
لقاءات مع المكفوفين
في إحدى الورشات التدريبية التي تقيمها الجمعية التقينا سعاد طفران ٣٦ عاماً التي عبرت عن سعادتها بتعلم فن الكروشيه، وأنها قادرة بعد شهرين من التدريب على إنجاز أي قطعة كروشيه.
بدورها، أكدت نجوى صافي أنها هذه الدورة ساعدتها في الخروج من عزلتها، وتكوين صداقات، وأشارت إلى حالة الخوف التي تملكتها عندما لمسها السنارة للمرة الأولى معبرة عن سعادتها لما وصلت إليه من مهارة في فن الكروشيه.
أخيراً: إن تمكين الكفيف ودعمه، ودعم الجمعيات التي تعنى بشؤونه يتطلب تكافل وتضامن الجميع، وما قصص النجاح التي حققها ذوو الإعاقة إلا دليل على أن إرادة النجاح أقوى من الإعاقة، وأننا نستطيع تحويل المحنة إلى منحة، ولنعمل على جعل مقولة “لنصنع مستقبلاً لمن لايرون … كي نراه جميعاً”، شعاراً لدعم الكفيف.