يسألني بعضهم عن لوحات فنية لفنانين تشكيليين من حمص ،رحلوا عن عالمنا ،ولهم حضورهم في المشهد التشكيلي السوري وليس الحمصي فحسب ،فيكون جوابي إننّي لا أمتلك سوى لوحات قليلة أهداني إياها أولئك الفنانين الأصدقاء –رحمهم الله – بمعدل لوحة واحدة لكل منهم أمثال :فيصل العجمي.
كأن الإقبال على اللوحات الفنية – وهو بشكل عام ضئيل – يكون بعد رحيل أصحابها الذين أبدعوها وهنا لابد من توجيه الشكر لاتحاد الفنانين التشكيليين الذي أقام معارض “استعادية “لعدد من الفنانين الحمامصة الراحلين .
الصديق الأديب الدكتور نزيه بدور ،عضو اتحاد الكتاب العرب ،من أبرز المهتمين بالحركة التشكيلية الحمصية وتوثيقها وللأسف الشديد ، نقول بشكل عام الكتب التي تؤرخ وتوثق للفن التشكيلي السوري بشكل عام ليس فيها سوى أسماء قليلة لفناني حمص أمثال :صبحي شعيب, وفيصل العجمي, وعبد القادر عزوز .
في حمص اليوم جيل من الفنانين التشكيليين له حضوره في المشهد التشكيلي ولابد من تسليط الضوء عليهم أمثال :إميل فرحة وحسين أسد وسميرة مدور (وهي ذات حضور متألق )ولعلها الفنانة الأهم في حمص إضافة إلى نجاة زخور ورانيا الألفي ..!!
وهناك الفنانون المجدون جمال إسماعيل وإبراهيم سلامة ووسيم سليمان ومحبة ليون وشقيقتها فينوس ليون ابنتا مدرس الفنون الشهير الأب إبراهيم ليون ،واحمد رحال وسليمان أحمد .
فالدراسات عن الفن التشكيلي نادرة إن لم نقل غير موجودة .
وما يكتب عن المعارض في الصحف هو تغطية صحفية ليس أكثر فقد كتب معتصم الدالاتي – رحمه الله – بعض المقالات في الصحف عن الفن التشكيلي الحمصي قبل وفاته بسنوات وكتب الزميل ساطع الأزهري بعض المقالات عن الفن التشكيلي وهي مقالات انطباعية لكنها كانت تسد ثغرة في هوة كبيرة اسمها النقد التشكيلي …!!
هنا ،والحالة كما ذكرنا ،صرنا بحاجة إلى “متحف الفن التشكيلي في محافظة حمص “… وهذه الفكرة عرضت على بعض المحافظين السابقين وأبدوا استعداداً لتأمين المكان ..غير أنّ المشروع لم ير النور …لأسباب مختلفة .
متحف الفن التشكيلي يعني الاطلاع على الحركة الفنية التشكيلية الحمصية من أربعينيات القرن الماضي ،حيث ظهرت بعض الأسماء والأعمال إلى اليوم.
ثمة أجيال فنية ثمينة هي صورة لتاريخنا الثقافي والاجتماعي والوطني ،اللوحة تؤرخ ..وهنا نذكر بأن لوحة /الجورنيكا /لبيكاسو،الأهم والأبلغ عن الحرب الاسبانية الأهلية ..والمؤرخون ينطلقون منها للحديث عن تلك الحرب …!!
هل نعود ونطالب بإقامة /متحف حمص للفن التشكيلي /
وهل يرى النور قريباً …؟!!