أفرزت الحرب الكونية على سورية بعض مظاهر الفساد والترهل الإداري وغياب المحاسبة مما أدى لاستفحال هذه المشكلات وصعوبة إيجاد حلول منطقية لها بسبب عدم وجود المعالجة الآنية لها ، ولذلك بدا طبيعياً ما نراه ” حالياً ” في حياتنا العامة من سلبيات يتباهى ” البعض ” بحلها عن طريق الإكراميات ” الحلاوين ” وهي التسمية الملطفة للرشوة التي أصبحت شيئاً من ضروريات العمل في بعض المؤسسات الخدمية ، ولعل هذا الأمر يكاد ينسحب على معظم القطاعات الخدمية التي هي على تماس مباشر مع المواطن وسأحصر حديثي على جانب واحد في هذه المساحة وهو الجانب المتعلق بإيصال التيار الكهربائي ، فمشكلة الكهرباء تكاد تكون عامة في كافة أنحاء البلاد و بتنا نعرفها جميعاً وأسبابها ومسبباتها باتت تشكل ضغطاً كبيراً على حياة المواطنين وخاصة عند الأسر التي لديها طلبة يدرسون في كافة المراحل ، فكيف يدرسون خلال انقطاع التيار الكهربائي وعدم وصله إلا أقل من ساعة كل ست ساعات، “إذا لم يحصل عطل طارئ” وهذا ما يحدث غالباً وفي أكثر الأحياء ، وقد سمعنا وعانينا من انقطاع هذا التيار نتيجة عطل ما ، وهو على الأغلب نتيجة الحمولات الكبيرة على أحد الفازات ولذلك فإن هناك أحياء عديدة عانت من الانقطاع لعدة أيام بسبب عدم تجاوب مركز الطوارئ, وربما نجد لهم العذر في الضغط الكبير الذي يتحملوه وخاصة في فصل الشتاء القارص ولكن المشكلة تكمن في أنهم يتجاهلون في كثير من الأحيان استغاثات المواطنين الذين حاولوا الاتصال على رقم الطوارىء الذي لا يجيب مثل العادة وهو من الأمور التي تدعو للعجب فلماذا إذاً وضعوا أرقاماً للطوارئ إذا لم يقم عمالها بالرد ! وهذا الرقم على الأغلب لا يتم الرد عليه أو يبقى مشغولاً بشكل دائم بسبب رفع سماعة الهاتف وعلى الرغم من ذلك فإن المواطنين الذين يصابون باليأس من عدم الرد على أرقام الطوارئ فإنهم يقومون بزيارة مراكز الطوارئ للإبلاغ عن مشكلاتهم مع الكهرباء وانقطاعها المستمر ومع ذلك فإن الاستجابة تكون غير فعالة إلا حسب “الدعم “أو حسب وفهمكم كفاية “..
تحملنا الكثير خلال الحرب الكونية ولم نغادر البلد لأننا متجذرون في هذه الأرض وفي هذا البلد “سورية “التي نحبها ونعشق ترابها ,لذلك من المفترض أن يسارع الجميع في كافة المؤسسات الخدمية لإسعاف المواطن في ظل الضغوطات التي يتعرض لها لا أن يتعرض للابتزاز في هذه الأزمة المتعددة الأوجه .