وســائل التواصـــل الاجتماعيـــة .. هل يمكــن لأطفالنــا اعتمادها كمراجــع دراســية ووســيلة للمعلومة السـريعة؟
العدد: 9433
الأربعاء:25-9-2019
في عصر الألوان والتكنولوجيا المترفة، وبعد أن طغَت وسائل الاتصال الحديثة على حياتنا المعاصرة، يطرح الأهل دوماً السؤال الآتي: كيف نحقق لأطفالنا توازناً معرفياً يعتمد على المعلومة المفيدة والسريعة، بعيداً عن النمطية القديمة في طرق التعليم والتربية، مع الاحتفاظ بالدور الهام والجوهري للأسرة والمدرسة في آنٍ معاً؟ وبصيغة أخرى: هل يمكننا توجيه أطفالنا نحو شبكات التواصل الاجتماعية الهادفة للحصول على الغايات المعرفية والسلوكية، والاستغناء عن الوسائط التقليدية في المناهج الدراسية؟ فأطفال اليوم يتمتعون بصفات ومزايا تتجاوز أعمارهم، خاصة أنهم يعيشون في القرية الكونية التي تنشر ثقافات ومعارف متعددة الأطراف والوجوه، والتي باتت تتداخل وتتمركز في مجتمعاتنا كإحدى وسائل التعليم والتربية الحديثة، وبالتالي فإن الأسلوب التقليدي في التوجه لهؤلاء الأطفال يبقى وسيلة تفرغ محتواها دون أي تأثير فعال على ذهن الطالب، لذلك علينا اختيار المرجع الجيد، ليس فقط في مضمونِه، وإنما في شكلِه وإمكانيَّاته، ليحقق لأطفالنا كل ما يطمحون له علمياً ومعرفياً وسلوكياً، وللوقوف على أهمية هذا الموضوع في العملية التعليمية والتربوية، قامت (الوحدة) باستطلاع بعض الآراء حول هذه الظاهرة التي ألقت بظلالها بشكل واسع على تعامل أطفالنا مع هذه الوسائل الحديثة كمرجعية أساسية للحصول على معلوماتهم ومعارفهم, فكانت اللقاءات الآتية ..
السيدة ميسون صالح، موجهة تربوية قالت: التفوُق الدراسي والإبداع لا يعتمدان في الأساس على دراسة المناهج الدِّراسية، بل على تفتُّح مدارك الطفل من خلال البحث والاطِّلاع، فالأطفال الذين لا يبحثون عن المعرفة خارج مناهجهم الدراسية، غالباً ما تكون درجاتهم ضعيفةً، حتى لو درسوا في أفضل المدارس، لكن ما نراه من تطور للتكنولوجيا والألعاب الذكية والعاب الانترنت ساعد على ابتعاد الاطفال عن اعتماد المراجع الورقية والوسائل التعليمية التقليدية لصالح الوسائل التكنولوجية التي أصبحت تمثل الإبهار الوحيد في حياة الأطفال، حيث تأخذهم لعالم مختلف غالباً ما يؤثر على حياتهم الدراسية والاجتماعية.
السيد زياد معلا، مدرس لغة عربية قال: مع ازدياد المسؤولية والمهمة نتيجة ما حملته ثورة الاتصالات والمعلومات من آثار على التربية وتنشئة الجيل القادم, تزداد مسؤولية الأهل والمعلمين في تجديد نوعية التعليم، فالمرحلة الدراسية هي نقلة في التأثير على سلوكيات الطفل، والتي يتعلم ويكتسب فيها الطفل المعلومات والعادات لكي يبدأ بالتهيئة لبناء مستقبله بشكل جاد وفعال، وأنا مع تضمين مناهجنا الدراسية للكثير من الوسائل التقنية، وكذلك الأساليب الحديثة في التعليم، فتغيير المناهج لا يعتمد على صياغتها بشكل جديد وحشوها بالكثير من المعلومات الجامدة، بل يبقى الأساس في هذا التغيير هو قابليتها للاستثمار بوسائل متعددة وطرق فعالة لترسخ في ذهن الطالب بعيداً عن أسلوب التلقين والحفظ البصم الذي يزول تأثيره بمجرد الانتهاء من السنة الدراسية والانتقال إلى المرحلة الأعلى.
الصديقة سلام وزان، الصف السابع قالت: أحب الاعتماد على الأنترنت كمرجع للدراسة وحلّ الوظائف التي يطلب منا تقديمها كحلقة بحث أو مشاريع مدرسية صغيرة، فهذا الأسلوب ناجع جداً خاصة عند الحصول على المعلومات التاريخية والجغرافية أو المعلومات العلمية الدقيقة والمتجددة.
الصديق كمال عوض، الصف السادس قال: يقدم الانترنت الكثير من الفوائد بالنسبة لنا، فبالإضافة إلى كونه وسيلة هامة للترفيه والتسلية فهو كذلك مصدر من مصادر الحصول على المعلومات السريعة والمفيدة والتي نستطيع الحصول عليها بأقل جهد وتكلفة وباختصار للوقت الذي يتطلبه منا البحث عن المعلومة في المراجع التقليدية.
بقي للقول: الدراسات التربوية تؤكد أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في تنمية معرفة الطفل والطريقة التي يختارها للحصول على المعلومات، فهذا الطفل بات اليوم يجوب العالم من خلال شاشة صغيرة ويطلع على أحدث المناهج والمعارف المبرمجة، وكثيرة هي الأمثلة لأولئك الطلبة والتلاميذ في مدارسنا ممن يملكون مواهب ومهارات في التعامل مع تطورات العصر بشكل يفوق تعامل بعض الأهل والمدرسين معها، ومن هنا كان التغيير في الأساليب والوسائل والمراجع الموجهة للطفل من أهم الأولويات التي يجب أن نتدارسها ونتداركها لنوفر له جوانب المعرفة بأسرع الطرق وأكثرها اختصاراً وبالتالي يمكن لأطفال اليوم (جيل الغد) أن يواكبوا التطور الحضاري والمعلوماتي المتسارع الذي يخطو بخطوات هائلة في جميع مجالات الحياة.
فدوى مقوّص