المــدح والــذم

العدد: 9433

الأربعاء:25-9-2019

المدح هو إحسان الثناء والمبالغة فيه على الشخص، بما له من الصفات الحسنة، أي قول الكلام الحسن الذي يكون في الوجه أو في غير الوجه، مع أو عدم وجود الممدوح، والإطراء هو مدح بالكلام الحسن في وجه الممدوح، أي يُشترط وجود الممدوح، والإطراء أجمل وأصدق من المجاملة، لأن الإطراء هو الكلام المبالغ فيه، أما المجاملة فهي المدح الكاذب، لأنك تُذكّر ما يُحب الشخص سماعه عن نفسه، ومجاراته في كل ما يقوله، والإطراء هو البلسم الخفي.

وكلمات الإطراء تولّد شعوراً جميلاً لدى متلقّيها، كما أن البعض يصل لمآربه بعد كلمات من الإطراء يُغلّف بها طلبه، والإطراء يحقق الشعور اللذيذ نفسه الذي يولده الكسب المادي، فمثلاً: إذا تلقّت المرأة إطراءً أو رسالة نصية كلماتها جميلة فإن ذلك يحسن مزاجها فعلاً، إذا كان هذا تأثير الإطراء على مزاج المرأة، فلنتخيل مدى الجرح الغائر الذي يحدثه ذمّها وتقبيحها، أو احتقارها وتغييرها، لأن إحساسها المرهف لا يتحمل ذلك، ولو كان الإطراء بمقابل مادي لما جادت به نفوس البشر، ولأضحت حياتنا سخرية من الحدة والعنف اللفظي الذي لا يُطاق، ويُقال: بأن المدح غير المستحق سخرية متخفية وقد يدغدغ العقول ويسيطر عليها، أما المديح الحقيقي فهو الذي يقوله فيك عدوّك.
القدح والذم: هي الجرائم التي تقع على الشرف والحرية والسلطة العامة، وينجم عنها احتقار للأهل والمجتمع والبيئة، ويجب أن يحصل ذلك علانية ولو بالتعبير أي بالقول والكتابة أو الإشارة أو في رسم عادي كاريكاتيري مثلاً، أو في صورة ٍ أو رمزٍ له دلالة معروفة، وهناك التحقير أيضاً وهو النيل من الاحترام الذي يحق للمجني عليه أن يتمتع به في المجتمع، ويأتي في المرتبة الأخيرة الهمز واللمز والغمز، فالهمز أشد من اللمز، لأن اللمز يكون باللسان، والهمز بالفعل كالإشارة باليد أو الرأس (ويل لكل همزة لمزةٍ) (خائنة الأعين) وهي الإشارة بالعين أو الجفن أو الحاجب.
وكي تتحقق جرائم القدح والذم، يجب توافر كل من الركن المادي والركن المعنوي، فالركن المادي يتمثل بمحتوى المنشور على شبكة الانترنت، والمتضمن القدح والذم وهو موضوع الجريمة، والنشر هو فعل الاعتداء لأنه يصل بسرعةٍ فائقة إلى عامة الناس، أما الركن المعنوي يتمثل بالقصد الجرمي، عند توفر النية الجرمية لدى صاحبها.

حسن علان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار