مع رائحة الورق والقهوة.. السوريون على موعد مع الصحافة الورقية من جديد

الوحدة _ يارا السكري

وسَط السوريين سينتشر عبق الورق وستعود الصحافة الورقية، فاليوم لن تعود الذاكرة والحنين إلى الورق العتيق، بل سيشهد الشارع السوري من جديد نبض الصحافة الورقية، فصحيفة الثورة الورقية ستكون بين أيدي قرائها بعد غياب دام سنوات عدة عن شريحة واسعة اعتادت رائحة الورق والقهوة معاً في طقس يومي غاب طويلاً عن السوريين.
تتباين الآراء حول القيمة المضافة للصحافة الورقية في زمن التسارع التكنولوجي وماراثون نقل الخبر، حيث باتت الأخبار الزائفة أوالمثيرة للانفعالات تُنقل بسرعة الضوء عبر المنصات الرقمية، مُحوّلة المشهد الإعلامي إلى فضاء للضجيج والاستقطاب.
وسط هذه العاصفة، تعود الحاجة الملحة لإعادة تفعيل الصحافة الورقية، ليس كحنين إلى الماضي فحسب، بل كضرورة عصرية ومطلب شريحة واسعة من السوريين، فقد آن الأوان لاعتبارها منتجاً خدمياً وثقافياً واجتماعياً يرتقي إلى عقل المتلقي، بعد أن تم الاستخفاف به من خلال الشاشة الرقمية التي حوّلت قراءة الخبر إلى مجرد “تمرير إصبع” سريع، وغذّت فيه نزعة الانفعال على حساب التعقّل والموضوعية.
وفي خطوة تجسّد هذا التوجه على أرض الواقع، جاءت التصريحات الرسمية لـوزارة الإعلام لتؤكد أن إعادة إطلاق الصحيفة الورقية لن تكون مجرد استعادة للماضي، بل هي إعادة تعريف لدورها، فقد أوضحت الوزارة أن “الصحيفة ستكون مختلفة عمّا ألفه الناس” وستكون “منبراً لكل الكتّاب والمثقفين للتعبير عن أفكارهم وذواتهم”.
وفق رؤية الوزارة، تم التركيز على زيادة التميّز المنشود للصحيفة، وجعلها “صوتاً للشارع يعبّر عن همومه وينقلها إلى الحكومة”، وفي ذات الوقت تكون نافذة يطّلع من خلالها المواطن على الجهود الحكومية، مؤكدة “الدعم الكامل لفريق العمل لإنجاز هذه المهمة”.
إعادة إطلاق صحيفة الثورة الورقية تحمل رمزية وطنية هادفة، إذ يسعى إلى استعادة الإعلام المكتوب لدوره الحيوي في الحياة الإعلامية السورية، على اعتباره عماد مسار الإعلام العام في سوريا.
هنا تبرز قيمة الورق كـمساحة للمقاومة؛ مقاومة السطحية، ومقاومة التزييف، ومقاومة استغلال العواطف، فالصحيفة الورقية بعملها التحريري المضني وإخراجها المتأني تفرض على القارئ وقفة تأمل، فهي لا تقدم الخبر في سياقه فحسب، بل تحلله بعمق، كما وتضع القارئ أمام مسؤولية التلقي الواعي، محوّلة إياه من مستهلك سلبيّ للصور والانفعالات إلى قارئ ناشط هادئ يبحث عن المعنى والحقيقة والارتقاء بالفكر.
بانتظار الإطلالة الجديدة للصحافة الورقية في ظل متغيرات إعلامية جذرية يكمن السؤال.. هل ستكون عودة الصحافة الورقية خطوة إلى الأمام وعودة محمودة على قدر الدور المناط بها، سيما عقب سنوات حرب طوال، يضاف إلى ذلك تحديات العصر الرقمي؟ هل ستنجح في تقديم نموذج جامع لهموم الشارع قادر على بناء وعي جمعي لجمهور يتوق إلى الحقيقة؟ سؤال يظل جمهورها الوفي بانتظار إجابته.

#صحيفة_الثورة_السورية
#فاصلة_جديدة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار