الوحدة – غياث طراف
كشف العميد محمد الخطيب قائد الفرقة 44 أن سلسلة من الأحداث المتصاعدة كانت بمثابة إنذار أولي لضرورة البدء في عملية “ردع العدوان”.
وأشار إلى أن استهداف القيادة المركزية لحزب الله خلال تلك الفترة جعل الخيارات العسكرية أكثر حضوراً على طاولة النقاش وأقرب للبدء، خصوصاً في ظل الدور المتنامي الذي لعبته القوات الروسية وحزب الله بين شهري شباط وآذار من عام 2024.
وأوضح الخطيب أن العمل بدأ على دراسة السيناريوهات الموضوعة مسبقاً، بالاعتماد على تقارير عملياتية وسيناريوهات افتراضية كانت جاهزة منذ مدة والمخطط لفتحها، مشيراً إلى أن خلال تلك المرحلة جرى عقد سلسلة من الاجتماعات بين القادة العسكريين الأساسيين من صانعي القرار، وبعد التخطيط والتشاور على المحاور التي سيتم العمل بها، تم التوافق على المبادئ العامة للعملية، لتبدأ بعدها مرحلة وضع القرار موضع التنفيذ.
ووفق الخطيب، تم خلال تلك الاجتماعات تحديد المحاور الرئيسية والثانوية للعمل، ودراسة المسافات والامتدادات الجغرافية، إلى جانب مراجعة رؤية قديمة تقوم على أن الانطلاق من حلب باتجاه البادية وصولًا إلى دمشق هو المسار الأكثر تأثيراً، وهي خطة ليست جديدة، لكن أعيد تقييمها في ضوء المعطيات المستجدة.
وأشار القائد العسكري إلى أن التجربة الميدانية السابقة للقوات في مناطق تمتد من حماة إلى إدلب، ومناطق بريف حلب الجنوبي الغربي، لعبت دوراً مهماً في وضع تصور أدق للمحاور، فالمعارك التي خاضتها القوات في تلك المناطق منحتها خبرة تفصيلية في الجغرافيا والطرق والتضاريس، وهو ما شكل قاعدة أساسية لبناء خطة تكتيكية متكاملة لعملية “ردع العدوان”.
وبحسب الخطيب، فإن خلاصات تلك التجارب ساهمت في رسم الخطط اللاحقة وتحديد منهجية التحرك في العملية، مع التأكيد على أن التحضير الميداني جرى وفق رؤية عملياتية واضحة تعتمد على تقييم واقعي للمعطيات المتوفرة.

