الوحدة – يمامة ابراهيم
إرادة الحياة كسرت إرادة الجلاد، وحققت معجزة الحضور السوري ضمن مشهد سيبقى محفوراً في ذاكرة السوريين يرويها الآباء للأبناء، والأبناء للأحفاد عبر الأيام والسنين إلى نهاية الحياة.
عام على معركة ردع العدوان، أية معجزة تحققت، وأي انتصار كتب اسم سوريا في أول صفحات التاريخ، وها هي أرضنا الطيبة تزدهي بنصر الطيبين.
سوريا انتصرت، والنصر صبر ساعة، لكن ساعتنا كان زمنها أربعة عشر عاماً لم تفتر فيها إرادة الرجال، ولم تتوقف دموع الثكالى.
أربعة عشر عاماً امتزج فيها الدمع والدم، ومن مزيجهما ارتوت شجرة الحرية وأورقت اخضراراً بعد يباس.
معركة ردع العدوان الظافرة كانت معركة كل السوريين على سلطة متجبرة ونظام مجرم، ولم تكن معركة بين طرفين، بل كانت معركة الإرادة السورية التي رفضت حكم الجلاد.
جميع السوريين كانوا شركاء في المعركة كل في موقعه، وكل قام بدوره وواجبه من أجل سوريا الجديدة دولة لكل ابنائها.
انتصرت معركة ردع العدوان، وانطفأت النيران التي أراد لها النظام البائد أن تأتي على كل مكونات الحياة من بشر وشجر وحجر. انتصرت الثورة، وصمتت أصوات الرصاص لتعلو أصوات الفرح بولادة سوريا الجديدة دولة المؤسسات والقانون والمواطنة.
مع التحرير بدأت معركة جديدة ليست بالسلاح ولا بالدموع، وإنما بالإرادة والعقول. بدأت معركة إعادة الأعمار وتصحيح ما كان انحرف عن سكة السلامة، فرايات السوريين اليوم هي رايات عمل وبناء وترميم النسيج الاجتماعي الذي عبث به نظام الطاغية واستخدمه أداة لحماية عرشه.
سوريا التي انتصرت في معركة ردع العدوان تمضي اليوم في معارك البنيان الوطني محققة نجاحات في السياسة الداخلية والخارجية تكسب احترام الصديق والشقيق.